يشهد الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين مع اقتراب عام 2025، حيث تلوح في الأفق تحديات مثل الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتصاعد النزاعات التجارية، وتباطؤ النمو الاقتصادي. هذه التطورات قد تؤثر بشكل كبير على اقتصادات تعتمد على التصدير مثل الاقتصاد السويدي. ورغم أن التوقعات الأساسية للاقتصاد السويدي تُشير إلى مستقبل واعد بفضل خفض أسعار الفائدة وتحفيزات الموازنة العامة، إلا أن توربيورن إيزاكسون، كبير المحللين في "Nordea"، يؤكد أن هناك أسباباً تدعو للتفاؤل الحذر. ويشير إلى أن قدرة السويد على تطبيق سياسات مالية توسعية تُعد ميزة تساعد في دعم النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن السويد كاقتصاد صغير ومنفتح تتأثر بالتغيرات في التجارة العالمية. فقد عانت الأسواق العالمية خلال السنوات الأخيرة من جائحة كورونا، وتعطل سلاسل التوريد، وصدمات التضخم، وتداعيات الحرب في أوكرانيا. البجعات السوداء: يحذر محللون من احتمال وقوع أحداث غير متوقعة تُعرف بـ"البجعات السوداء" والتي قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. ويشير تقرير صادر عن بنك "دويتشه" إلى أن المفاجآت غير المتوقعة أصبحت القاعدة وليست الاستثناء. وفيما يتعلق بالتغيرات المستقبلية، يقول إيريك فيل، المدير العالمي للاستثمار في "T. Rowe Price"، إن العالم يشهد تحولات جذرية على كافة الأصعدة، منها التقدم في الذكاء الاصطناعي والطب، إلى جانب تصاعد الأزمات الجيوسياسية. المخاطر الجيوسياسية: تُعد منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا من أبرز النقاط الساخنة التي قد تؤثر على الاقتصاد العالمي. ويؤكد ينس ماغنوسون، كبير الاقتصاديين في بنك "SEB"، أن تصاعد التوترات في إيران قد يمثل خطراً كبيراً، بينما قد تدخل الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة في ظل دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار. وفي الوقت ذاته، تثير تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة قلقاً في الأوساط الاقتصادية، خاصة وأنها قد تؤدي إلى تسريع وتيرة النزاعات التجارية وتؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي. المخاطر الإضافية: التغير المناخي: التأثير السلبي يتضح بالفعل، لا سيما في الزراعة. الأزمة العقارية في الصين: ضعف الطلب المحلي يؤثر على النمو العالمي. منطقة اليورو: مشاكل سياسية واقتصادية في فرنسا وألمانيا قد تعيد أزمة اليورو إلى الواجهة. فقاعات مالية: التقلبات في أسواق الأسهم والعملات الرقمية قد تسبب اضطرابات واسعة النطاق. تشير توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي إلى نمو الاقتصاد العالمي بمعدل 3% فقط في عام 2025، وهو أدنى من متوسط النمو قبل جائحة كورونا وصدمات التضخم. ويحذر كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير-أوليفييه غورينشاس، من أن المخاطر السلبية تتزايد وتسيطر على التوقعات الاقتصادية العالمية.