أظهرت اختبارات أجرتها هيئة حماية البيئة السويدية على لحوم الأبقار من إحدى المزارع القريبة من قاعدة جوية عسكرية، حيث تم استخدام رغوة إطفاء تحتوي على مادة PFAS في السابق، أن مستويات هذه المادة الكيميائية السامة تجاوزت الحد الأقصى المسموح به بنحو خمس مرات. ووفقًا للاختبارات التي شملت سبع مزارع، وجدت الهيئة أن التلوث قد يستدعي اتخاذ إجراءات للحد من انتشاره. وأكد الخبير في PFAS، كارل لِليا، أن القضية تشكل مشكلة على مستوى المجتمع بأسره، مشددًا على أهمية الحد من التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة. نتائج التحليل تكشف تجاوزات خطيرة في التحقيق الذي أجرته هيئة حماية البيئة، تم تسجيل مستويات تزيد عن 1 نانوجرام من PFAS لكل جرام من اللحوم في ثلاث عينات من الأبقار في المزرعة المتأثرة، في حين أن الحد الأقصى المسموح به هو 0.3 نانوجرام لكل جرام. وهذا يعني أن المستويات في حالتين تجاوزت الحد المسموح به بمقدار خمسة أضعاف. وفي مزرعة أخرى، تم العثور على مستويات قريبة من الحد الأقصى، في حين لم تُظهر المزارع الأخرى التي شملها التحليل أي ارتفاع ملحوظ في مستويات PFAS. تعد مركبات PFAS معروفة بتأثيراتها السلبية على الجهاز المناعي ومستويات الدهون في الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة. وأوضح كارل لِليا أن الأشخاص لا يحتاجون إلى الشعور بالقلق الفوري من التعرض لهذه المواد، لكن عند النظر إلى السكان ككل، فإن زيادة التعرض لهذه المركبات قد تؤدي إلى ارتفاع في المخاطر الصحية. وقال لِليا: "على المستوى الفردي، لا يوجد خطر مباشر، لكن عند النظر إلى التأثيرات على نطاق أوسع، نجد أن هناك زيادة طفيفة في المخاطر الصحية، ولهذا من الضروري تقليل التعرض لهذه المواد قدر الإمكان." البحث عن مصدر التلوث أكد لِليا أن الخطوة الأهم عند اكتشاف مستويات مرتفعة من PFAS هي تحديد مصدر التلوث. في حال كان التلوث ناتجًا عن المياه أو الأعلاف الملوثة، فمن الممكن تقليل مستويات هذه المواد في لحوم الحيوانات عن طريق توفير مياه نظيفة وأعلاف غير ملوثة، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض سريع في نسبة PFAS في أجسام الحيوانات. وتعمل السلطات المختصة حاليًا على تطوير آليات دعم إضافية لمنع تكرار مثل هذه الحالات، حيث أكد لِليا على ضرورة تحسين طرق تقييم المخاطر والكشف المبكر عن مصادر التلوث قبل أن تصل المستويات إلى حد خطير. وأضاف: "هذا الوضع يبرز الحاجة إلى تطوير أنظمة أكثر كفاءة لتقييم المخاطر البيئية، وتحديد مصادر التلوث قبل أن تتفاقم المشكلة وتؤثر على الإمدادات الغذائية." PFAS هو اختصار لـ "Per- and Polyfluoroalkyl Substances"، وهي مجموعة من المواد الكيميائية الاصطناعية التي تُستخدم منذ عقود في العديد من الصناعات بسبب خصائصها المقاومة للماء والدهون والحرارة. تُعرف هذه المركبات أحيانًا باسم "المواد الكيميائية الأبدية" نظرًا لصعوبة تحللها في البيئة أو داخل جسم الإنسان. أين توجد PFAS؟ تُستخدم مركبات PFAS في العديد من المنتجات الاستهلاكية والصناعية، مثل: أدوات الطهي غير اللاصقة (مثل التفلون). مواد التعبئة والتغليف للأطعمة، مثل الورق المقاوم للدهون في الوجبات السريعة. رغوات إطفاء الحرائق المستخدمة في المطارات والقواعد العسكرية. الملابس المقاومة للماء والتصبغ. المواد العازلة في الأجهزة الإلكترونية. لماذا تعتبر PFAS خطيرة؟ تم ربط PFAS بعدة مشكلات صحية محتملة بسبب تراكمها في جسم الإنسان والبيئة دون تحلل سريع، ومن بين المخاطر الصحية المحتملة: اضطرابات في الجهاز المناعي. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول. التأثير على وظائف الكبد. زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. اضطرابات في نمو الأجنة وتطور الأطفال. كيف يتعرض الإنسان لـ PFAS؟ يمكن أن يدخل PFAS إلى جسم الإنسان من خلال: شرب المياه الملوثة، حيث تنتقل هذه المواد إلى مصادر المياه الجوفية. تناول الأطعمة الملوثة، مثل الأسماك أو اللحوم التي تعرضت لمياه أو أعلاف ملوثة. استخدام المنتجات التي تحتوي على هذه المواد، مثل مستحضرات التجميل أو أدوات الطهي غير اللاصقة. ما هي الجهود المبذولة للحد من PFAS؟ بدأت العديد من الدول في فرض قيود على استخدام PFAS والبحث عن بدائل أقل ضررًا، كما تعمل منظمات البيئة والصحة العامة على مراقبة مستويات PFAS في المياه والغذاء واتخاذ إجراءات للحد من انتشارها في البيئة.