سياسة
الأحزاب المتورّطة في الفضيحة تحاول السيطرة على الأضرار… وحزب الوسط يختار مرشحّه المفضّل
Aa
الأحزاب المتورّطة في الفضيحة تحاول السيطرة على الأضرار… وحزب الوسط يختار مرشحّه المفضّل
قبل أربعة أيام فقط من انتخابات عام 2002، زارت التلفزيون السويدي SVT خيام الحملة الانتخابية والتقطت ممثلين لحزب المحافظين وهم يقولون أشياء عنصرية للغاية، ما تسبب في انخفاض شعبية الحزب بشدة مسجّلاً حينها أسوأ انتخابات له منذ عقود.
بشكل مماثل، تم تفجير ديناميت سياسي في الأسبوع الماضي من قِبل أعضاء فريق برنامج Kalla Fakta التابع لقناة TV4 التلفزيونية، الذين اتصلوا، بمساعدة رجال الأعمال، بكل الأحزاب السويدية الثمانية متظاهرين بأنهم يريدون التحايل على قواعد التمويل للتبرع بنصف مليون كرونة دون الكشف عن هويتهم.
آخر الأخبار
حيث لا يسمح القانون السويدي بالتبرعات مجهولة الهوية للأحزاب السياسية إلا إذا كان التبرع لا يتجاوز 24150 كرونة، لكن ثلاثة أحزاب فقط، اليسار والبيئة والوسط، فقط من أخبرت فريق كالا فاكتا السرّي أنه من غير الممكن القيام بالأمر، بينما اقترحت بقية الأحزاب، الاشتراكي الديمقراطي والليبرالي والمحافظ والمسيحي الديمقراطي وديمقراطيو السويد، طرقاً مختلفة للالتفاف على المتطلبات.
هذه الأحزاب الآن في موقف محاولة السيطرة على الأضرار، حيث قام الاشتراكيون الديمقراطيون بالفعل بإقالة رئيستهم المالية من منصبها، كما سمح الليبراليين لممثلهم بالرحيل بعد محاولتهم في البداية إنكار ما حدث، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه الفضيحة ستؤثر على نتيجة الانتخابات، لكنها بالتأكيد أثارت جدلاً في بلد عادةً ما يحتل مرتبة جيدة في قائمة البلدان المكافحة للفساد.
بغض النظر عن من سيفوز في الانتخابات، فإنه سيكون أمام مهمة كبيرة في محاولة تشكيل حكومة ائتلافية، وكانت قد انضمت آني لوف من حزب الوسط إلى كتلة يسار الوسط، قائلة إنها ستنظر في الأدوار الوزارية للحزب في حكومة يقودها الاشتراكيون الديمقراطيون.
وكان حزب الوسط والليبراليين يشكّلان كتلة الوسط الليبرالي، لكنهما افترقا هذا العام مع دعم الأول للكتلة اليسارية، وانضمام الأخير إلى المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين وديمقراطيو السويد اليمينيين المناهضين للهجرة، ويعتبر هذا التغيير محفوفاً بالمخاطر من الناحية التكتيكية، حيث أن نظام الرعاية الاجتماعية اليساري الذي تسيطر عليه الدولة هو لعنة على حزب الوسط، ويخاطر الليبراليون بخسارة الناخبين الذين لا يستطيعون تحمّل صداقتهم الجديدة مع ديمقراطيو السويد.
لذلك كان من ذكاء لوف ربط دعمها للاشتراكيين الديمقراطيين ليس بالحزب نفسه، ولكن برئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون، التي طغت شعبيتها إلى حد كبير على شعبية زعيم المعارضة أولف كريسترسون، قائلة: "أعتقد أن ماغدالينا أندرسون لديها القيادة المطلوبة"، ومع ذلك، لا يزال حزب الوسط يرفض فكرة المشاركة في أي مفاوضات منظّمة مع حزب اليسار، الذي من المرجّح أن تحتاج أندرسون إلى دعمه أيضاً إذا كانت ستشكّل حكومة بعد الانتخابات.