أظهرت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة Verian بتكليف من كل من الصليب الأحمر السويدي، وجمعية المستأجرين، ومؤسسة " Majblomman مايبلومان"، ومنظمة "أنقذوا الأطفال"، أن الفجوة الاقتصادية بين الأسر التي لديها أطفال في السويد آخذة في الاتساع، لا سيما لدى الأسر ذات الدخل المنخفض والأسر التي يعيلها أحد الوالدين فقط. ووفقاً للدراسة، فإن الوضع الاقتصادي لهذه الفئة من الأسر لم يشهد تحسناً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بل على العكس، ترسّخت مظاهر الهشاشة الاقتصادية، ما أدّى إلى تفاقم صعوبة تلبية الحاجات الأساسية مثل الطعام والمسكن. وبحسب نتائج الاستطلاع: نحو 29% من أولياء الأمور الوحيدين ذوي الدخل المنخفض أفادوا بصعوبة الحصول على كفايتهم من الطعام، وهي زيادة بمقدار 9 نقاط مئوية مقارنة بعام 2024. نصف أولياء الأمور الوحيدين من ذوي الدخل المنخفض ذكروا أنهم واجهوا صعوبات في شراء طعام مغذٍّ، بينما بلغت النسبة 30% لدى الأسر المكونة من والدين بدخل منخفض. 44% من أولياء الأمور الوحيدين اضطروا لاقتراض المال من أقارب أو أصدقاء أو بنوك لتسديد نفقات أساسية مثل الإيجار أو الكهرباء أو الطعام. 60% من أولياء الأمور الوحيدين من ذوي الدخل المنخفض يشعرون بالقلق إزاء قدرتهم على تأمين معيشتهم خلال الأشهر الستة المقبلة. 27% من أولياء الأمور الوحيدين و21% من أولياء الأمور المتزوجين أفادوا أنهم واجهوا صعوبات في سداد فواتير السكن خلال الأشهر الستة الماضية. اقرأ أيضاً: المعهد الاقتصادي السويدي: التضخم لا يزال قائماً.. والأسر تزداد تشاؤماً تحذيرات من منظمات المجتمع المدني وقالت Åse Henell، الأمينة العامة لمؤسسة "مايبلومان"، إن الدعم الاقتصادي للأطفال شهد زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين، بلغ 12 مليون كرونة، مشيرة إلى أن الطلب المتزايد بات يتركّز على تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الملابس والطعام، في حين باتت الأنشطة الترفيهية أولوية متأخرة بسبب الوضع المالي. من جهتها، حذّرت Marie Linder، رئيسة اتحاد جمعيات المستأجرين، من استمرار الأزمة قائلة: "يجب وقف كرة الثلج هذه. نواجه عائلات تبحث عن مساكن أرخص، وأخرى تزداد اكتظاظاً في السكن، وأعداداً متزايدة تلجأ إلى قروض غير آمنة". أما Ulrika Modéer، الأمينة العامة للصليب الأحمر السويدي، فأشارت إلى أن عدد الزيارات إلى بيوت الصليب الأحمر في السويد ارتفع من 33,300 إلى 50,800 خلال عام واحد، كما ارتفعت نسبة الزائرين الذين يطلبون الطعام من 53% إلى 82%. وقالت Åsa Regnér، الأمينة العامة لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، إن العديد من العائلات لم تعد قادرة على تأمين الطعام في نهاية كل شهر، مؤكدة أن الفجوة الاقتصادية تحرم الأطفال من الأنشطة الترفيهية وتهدد حقوقهم المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل. حول الدراسة أجريت الدراسة خلال شهر فبراير/شباط 2025، وشملت 1,112 مشاركاً من أسر الأطفال في السويد. وصنفت الأسر ذات الدخل المنخفض بحسب معايير الدخل الشهري: أقل من 43 ألف كرونة للأسَر المكوّنة من والدين، وأقل من 30 ألف كرونة للأسَر التي يعيلها أحد الوالدين فقط.