الإجهاض في السويد: كل ما تحتاج معرفته

تمتاز السويد بتقديم الرعاية الصحية الشاملة لمواطنيها. وفي هذا السياق، تظل مسألة الإجهاض موضوعاً يجذب الاهتمام، خاصةً في ظل التطورات والتغيرات الاجتماعية، ما بين مؤيد ومعارض لها. في هذا التقرير، نلقي نظرة عميقة على إحصائيات الإجهاض وتطوراته في السويد خلال السنوات الماضية.

إحصائيات عامة حول الإجهاض في السويد

خلال عام 2022، تم تسجيل 35,450 حالة إجهاض في السويد. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 18 حالة إجهاض لكل 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عاماً. عند النظر إلى الطرق التي تم بها الإجهاض، يظهر أن 96% من الحالات تمت باستخدام الطريقة الطبية.

وعلى الرغم من أن الأرقام قد تظهر استقراراً نسبياً في حالات الإجهاض، فإن هناك ارتفاعاً بحوالي 1750 حالة مقارنة بعام 2021، الذي شهد أدنى معدلات الإجهاض منذ عام 2002. هذه الارتفاعات والانخفاضات قد شهدت تغيرات طفيفة منذ منتصف الثمانينات.

الفئات العمرية والإجهاض في السويد

على الرغم من الاستقرار العام في أرقام الإجهاض، فإن الصورة تختلف حسب الفئات العمرية. المراهقات شهدن انخفاضاً حاداً في حالات الإجهاض خلال السنوات الأخيرة، حيث تم الإبلاغ عن 8 حالات لكل 1000 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً في عام 2022 مقارنةً بأكثر من 25 حالة في عام 2006.

أسباب انخفاض حالات الإجهاض 

يُعتقد أن الارتفاع في استخدام وسائل منع الحمل طويلة المدى قد يكون أحد الأسباب المساهمة في تقليل حالات الإجهاض، خاصةً بين النساء الأصغر سناً. إضافةً إلى ذلك، قد يكون توفير وسائل منع الحمل مجاناً للنساء دون سن 21 عامًا منذ الأول من يناير 2017 قد أسهم في هذا التقليل.

كما تم إجراء أغلب حالات الإجهاض في مراحل مبكرة من الحمل، حيث تمت 61% منها قبل الأسبوع السابع. 

ماذا عن قانون الإجهاض في السويد؟

في السويد، يُعتبر الإجهاض حقاً يكفله القانون للنساء حتى الأسبوع الثامن عشر من الحمل، حيث يمكن للمرأة اتخاذ قرار الإجهاض دون الحاجة إلى إذن من أي جهة خارجية. بعد الأسبوع الثامن عشر وحتى نهاية الأسبوع الثاني والعشرين، يُمكن إجراء الإجهاض فقط في حالة وجود أسباب خاصة تُقررها لجنة خاصة. وبعد الأسبوع الثاني والعشرين، يُحظر الإجهاض في السويد إلا إذا كان هناك خطر حقيقي على حياة الأم.

هذه القوانين تسهل على النساء السويديات عملية الإجهاض على عكس بعض الدول مثل الدنمارك، حيث كشفت تقارير جديدة أن العديد من النساء الدنماركيات يتوجهن إلى مقاطعة سكونه Skåne السويدية لإجراء عمليات الإجهاض بعد تجاوز 12 أسبوعاً من الحمل، وذلك بسبب قيود الدنمارك التي تمنع الإجهاض بعد هذه المدة، على عكس السويد التي تسمح بذلك حتى نهاية الأسبوع الثامن عشر. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 14 إلى 18 امرأة دنماركية تأتي سنوياً إلى مستشفى جامعة سكونه لإجراء عملية الإجهاض.

تحديث قانون الإجهاض في السويد

اقترحت الحكومة السويدية تعديلات على قانون الإجهاض من خلال تشكيل دراسة جديدة لتمكين المزيد من النساء من إجراء الإجهاض الطبي بأمان في منازلهن. ويُذكر أنه تم تنفيذ قانون الإجهاض السويدي الحالي في عام 1975، ووفقاً لبيان صحفي صادر عن الحكومة، تهدف الدراسة الجديدة إلى تكييف القانون مع التطورات الطبية الحديثة.

من يمكنه أن يجري عملية الإجهاض في السويد؟

يمكن فقط للأطباء إجراء عملية الإجهاض. يمكن أيضاً للقابلات أو الممرضات ذوات التدريب الخاص أن يجرين الإجهاض بناءً على تفويض، لكن الطبيب دائماً هو المسؤول. يجب أن يبدأ الإجهاض أو يتم في مستشفى أو مرفق رعاية تمت الموافقة عليه.

الجهات المعنية لتقديم المساعدة

عندما تحتاج المرأة الحاجة لطلب الشورة أو البحث عن المساعدة فيما يتعلق بالإجهاض، يمكنها الاتصال بالأطباء المختصين في الخدمات الطبية للحصول على الرعاية المناسبة. وتُعتبر "الهيئة الاجتماعية" في السويد (Socialstyrelsen) المصدر الموثوق للحصول على المعلومات والإحصائيات حول الإجهاض. فضلاً عن ذلك، في حال الحاجة لمزيد من المعلومات أو لمعرفة التفاصيل الإحصائية، يُمكن للمهتمين التواصل مباشرة مع موظفي الهيئة، من خلال وسائل الاتصال المذكورة بموقع الهيئة.

إذا لم تكوني قادرة على التكلم باللغة السويدية، لديكِ خيار الحصول على مترجم. وهذا ينطبق أيضاً إذا كنتِ تعانين من ضعف في السمع.