يشمل الابتكار الأخضر جميع أنواع المنتجات أو الخدمات والعمليات الرئيسية التي تقلل الضرر وتدهور البيئة، وفي الوقت نفسه يحسن استخدام الموارد الطبيعية. ويطور هذا النوع من الابتكار دوراً هاماً في التنمية المستدامة.ومن الواضح أن تصنيع الفولاذ يصعب نزع الكربون منه بسبب حرق الفحم وانبعاث الكربون كجزء رئيسي من عملية الإنتاج. لكنها أيضاً مادة مهمة في العالم الحديث. وقال وزير الكهرباء السويدي، خشيار فرمانبار لشبكة سكاي نيوز إن استقلال السويد في مجال الطاقات والابتكار الأخضر يجب أن يكونا "نقطة قبول جيدة" لأنها تسعى للانضمام إلى حلف الناتو الأمني.FotoPontus Lundahl/TTكما قال خشيار فرمانبار إنه "قلق" بشأن اعتماد بقية أوروبا على النفط والغاز الروسيين، وأن السويد كانت قدوة يحتذى بها. وقال في حديثه إلى سكاي نيوز في مشروع جديد للفولاذ الأخضر في لوليا شمال البلاد: “مقارنةً بالعديد من دول الناتو الأخرى... أود أن أقول إننا أكثر الدول أماناً في مجال الطاقة. ويخلق التحول الأخضر العديد من الوظائف الجديدة، ويمنحنا طاقة آمنة، ويساعدنا أيضاً في إنقاذ الكوكب حتى يصبح صالحاً لسكن الجنس البشري في المستقبل. وأعتقد أن هذه في حد ذاتها نقطة قبول جيدة للغاية لطلب السويد الانضمام إلى الناتو”.وعندما سئل عما إذا كان لدى أوروبا بعض العبر لتتعلمها من السويد، والتي أزالت الكربون بالكامل تقريباً من إنتاجها من الكهرباء بمزيج من الطاقة الكهرومائية والنووية وطاقة الرياح، أجاب: "بالتأكيد، أود أن أقول نحن هنا للتعاون والتأكيد على حدوث ذلك، ويجب توقف أوروبا والعالم بأسره عن استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير، ويجب أن يستمر هذا العمل بوتيرة سريعة".FotoPontus Lundahl/TTمضيفاً: "ما أظهره هذا العدوان الذي تفعله روسيا ضد أوكرانيا هو أننا بحاجة إلى مزيد من السرعة في هذه العملية، وإذا كان هناك أي شيء يمكن للسويد القيام به، فهو أن تكون مثالاً يحتذى به، وأن نظهر كيف يمكننا أن نكون أقل اعتماداً على الوقود الأحفوري بشكل عام، ولكن على وجه التحديد على واردات الطاقة الروسية".كما انتقد قرار المملكة المتحدة بمنح تراخيص جديدة لاستخراج الوقود الأحفوري في بحر الشمال، واصفاً إياه بأنه "الطريق الخاطئ للمضي فيه على المدى الطويل". وقال: "أرى كيف تريد بعض الدول القيام بذلك على المدى القصير. "لأن الآن... قد يكون التخلص من واردات الأحافير الروسية أمراً صعباً جداً. لكن على المدى الطويل، هذا الطريق خاطئ".وتحدث فارمانبار إلى سكاي نيوز في منشأة تخزين هيدروجين خضراء جديدة هي الأولى من نوعها، حيث يتم الاحتفاظ باحتياطيات الغاز المضغوط في كهف مغلق بشكل خاص في أعماق الأرض. حيث المنشأة جزء مما يُعرف باسم مشروع HYBRIT للفولاذ الأخضر، وهو تعاون بين شركة SSAB للفولاذ وشركة LKAB للتعدين وشركة Vattenfall للطاقة.يعد الفولاذ مادة مهمة للعالم الحديث، إذ أنه يُستخدم في كل شيء بدءاً من المنازل والجسور والمستشفيات والمدارس إلى السيارات والتوربينات. وإن استخدامه الواسع هو السبب في أن صناعة الفولاذ مسؤولة عن ما يقارب من 8% من انبعاثات الكربون العالمية.ولكن مشروع HYBRIT تمكن من التوصل إلى طريقة لمبادلة الفحم بالهيدروجين الأخضر، مما أدى إلى القضاء على أكثر جزء ملوث للطبيعة في العملية. وقال مدير صناعة إزالة الكربون في HYBRIT، ميكائيل نوردلاندر: "عندما بدأنا القيام بهذه العملية في عام 2016، كان يُنظر إليها في بعض الحالات على أنها فكرة مجنونة، ولكن الآن بعد ست سنوات، قطعنا شوطاً كبيراً. إنها فكرة ناجحة حقاً".وتم بالفعل استخدام دفعات صغيرة من الفولاذ الأخضر في مركبات البناء التي تصنعها شركة فولفو، لكنها تقنية جديدة جداً ولن تكون متاحة تجارياً لسنوات عدّة. كما أن تصنيعه أغلى بحوالي 20-30% من الفولاذ التقليدي، رغم أنه من المتوقع أن تنخفض التكاليف عند زيادة الإنتاج.وتثق رئيسة قسم المشتريات في شركة سيارات فولفو، كرستين إينوشسون، من أن المستهلكين سيكونون على استعداد لدفع قسط الفولاذ الأخضر، وتشرف على خطة لجعل جميع سيارات الشركة في نهاية المطاف من الفولاذ الأخضر.وقالت لشبكة سكاي نيوز في أرضية مصنع الإنتاج في يوتبوري: "ربما تكون أغلى قليلاً ولكن في نفس الوقت نرى أن ثاني أكسيد الكربون يمثل تكلفة أيضاً. إنني متأكدة من أن عملائنا على المدى الطويل سيطلبون منتجات خالية من الأحافير. ونحن على يقين من أن هذا هو الرهان الصحيح".وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة SSAB، مارتن باي: "نعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لصناعة الفولاذ وستكون أيضاً خطوة جيدة لنأخذها بالاعتبار في أعمالنا، لأننا نعتقد أن هذه ستكون الطريقة المستقبلية لصنع الفولاذ. ونريد أن نكون من يوضح الطريق وينشئ هذا السوق، وسيكون عملاؤنا في البداية مستعدين لدفع علاوة صغيرة لتحقيق ذلك وسيكون ذلك مفيداً للجميع".