في إحدى ليالي الخريف الهادئة لعام 2023، شهدت منطقةUpplands Väsby شمال ستوكهولم حادثة تحولت إلى نزاع قضائي شغل الأوساط المحلية. بدأت القصة حينما استيقظ أحد الجيران على صوت ضجيج صادر من شقة علوية. شاب ثلاثيني كان يلعب ألعاب الفيديو تحت تأثير الكحول، ليتحول الأمر لاحقاً إلى سلسلة من الأحداث غير المتوقعة. بعد مشادة قصيرة بين الجار والشاب، انفجر الأخير غضباً وقرر الانتقام بطريقة غريبة. نزل إلى شقة الجار، تبول على بابه، ثم ضرب الباب بجسم معدني. لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل تطور إلى شجار جسدي بين الطرفين، تدخلت على إثره الشرطة وألقت القبض على الشاب. إنهاء عقد الإيجار بعد الحادثة، اعتبرت شركة الإسكان أن ما حدث تجاوز كل حدود الإزعاج المقبول، وقررت إنهاء عقد إيجار الأسرة. بررت الشركة قرارها بأن تصرفات الابن شكّلت تهديداً خطيراً للجيران، خاصة بعد شهادة أحد الجيران بأنه يخشى مواجهة الشاب في الممرات. أحيلت القضية إلى هيئة الإسكان، التي قررت في البداية السماح للأسرة بالبقاء في الشقة، معتبرة أن تصرفات الابن لا ترتقي إلى مستوى "الإزعاج الشديد" الذي يستوجب فسخ العقد. وأشارت إلى أن الأبوين لم يكونا على علم بما سيقدم عليه ابنهما. محكمة الاستئناف تقرر لم تتقبل شركة الإسكان القرار، ورفعت القضية إلى محكمة الاستئناف. هناك، رأت المحكمة أن تصرفات الابن تمثل "إزعاجاً شديداً" لا يمكن لأي مستأجر تحمله، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن الأبوين لم يُخلّا بواجباتهم تجاه الإشراف على ابنهما. لذا، قررت المحكمة السماح للأسرة بالبقاء، خاصة أن الابن غادر الشقة ولم يعد يمتلك مفاتيحها. أشارت المحكمة إلى أن الحادثة وقعت قبل سريان قانون جديد في يوليو 2024، يُسهّل على شركات الإسكان إنهاء عقود الإيجار إذا ارتكب أحد أفراد الأسرة جرائم خطيرة. قال محامي الأسرة ميكائيل أرسكوج: "رغم اعتبار الحادثة خطيرة، فإن قرار المحكمة منطقي. الأبوين لم يكن بوسعهما توقع هذا السلوك، واتخذا الإجراءات الصحيحة بنقل الابن من الشقة".