أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه تعليق الإجراءات المضادة التي كان قد أعدها ضد الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم من دول التكتل، وذلك لمدة 90 يوماً. جاء ذلك في منشور لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عبر حسابها على منصة "إكس" يوم الخميس، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية على جميع الشركاء التجاريين، باستثناء الصين، لمدة 90 يوماً. وأوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي أخذ تصريحات ترامب بشأن الرسوم الجمركية بعين الاعتبار، وأراد إتاحة الفرصة للمفاوضات. وقالت: "سنعلّق لمدة 90 يوماً إجراءاتنا المضادة، التي حظيت بدعم قوي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". وأضافت أنه في حال لم تُسفر المفاوضات عن نتائج مرضية، فسيتم اتخاذ خطوات إضافية، مؤكدة: "الاستعدادات لمزيد من الإجراءات المضادة جارية. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة". وكان ترامب قد أعلن، الأربعاء، عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، أن الولايات المتحدة قررت تجميد الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يوماً، "كبادرة حسن نية تجاه الدول التي لم تتخذ إجراءات انتقامية ضد واشنطن". وكان ترامب قد أعلن في 2 أبريل/نيسان الجاري فرض رسوم جمركية "متبادلة" على جميع دول العالم، بحد أدنى 10 في المئة. من جانبها، قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، الشروع في تنفيذ أولى الإجراءات المضادة ابتداءً من الأسبوع المقبل، وذلك رداً على الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد. وأوضحت المفوضية الأوروبية، في بيان، أن هذا الإجراء جاء رداً على قرار الولايات المتحدة، مضيفة أن الرسوم الأمريكية "غير عادلة وتلحق الضرر بكلا الطرفين وبالاقتصاد العالمي". وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي يفضل التوصل إلى نتائج من خلال عملية تفاوض "متوازنة ومفيدة للطرفين" مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن التدابير المضادة ستكون سارية المفعول ابتداءً من 15 أبريل/نيسان الجاري. من جانبها حذرت الحكومة السويدية من العواقب الوخيمة المترتبة على الرسوم الجمركية التي يلوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أن النمو الاقتصادي في البلاد قد يحتاج إلى تعديل نحو الأسفل. وقالت وزيرة المالية، إليزابيث سفانتيسون (عن المحافظين)، إن «هذا الأمر مضر جداً بالاقتصاد السويدي». وأشارت سفانتيسون إلى أن أحد الإجراءات المحتملة لدعم الشركات في حال تدهور الوضع، هو إعادة تفعيل نظام العمل الجزئي، الذي سبق تطبيقه خلال جائحة كورونا. وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء أولف كريسترشون (عن المحافظين) ووزيرة المالية يوم الخميس، مع نحو 20 ممثلاً عن النقابات والقطاع الصناعي. اقرأ أيضاً: قلق حكومي في السويد من حرب تجارية محتملة: «علينا الاستعداد للأسوأ» وقال كريسترشون: «إذا انعكست هذه التطورات على السويد بشكل مباشر أو غير مباشر عبر ألمانيا، فإن لدينا القدرة على التعامل مع ذلك بفضل الأوضاع المالية المستقرة ونظام العمل الجزئي الذي يمكّننا من دعم الشركات». ووصفت سفانتيسون موقف ترامب غير المتوقع وتصريحاته بشأن الرسوم الجمركية بأنها ستؤثر على العلاقة مع الولايات المتحدة لفترة طويلة. وأضافت: «هذا يضرّ بالثقة وسيستمر كذلك لفترة غير قصيرة. والمؤسف أن الوضع لم يكن يجب أن يكون بهذا الشكل». لكنها شددت على أن «الاقتصاد والسياسة السويدية ما زالا يتمتعان بالاستقرار».