الباحث توبياس هيبينيت "لأكتر": سيحرم سكان المناطق المهمشة من الدعم الاقتصادي

بعد صعود حزب سفاريا "ديمقراطيو السويد" إلى المركز الثاني ورجحان كفّة الكتلة اليمينية في البرلمان (ولو بشكل أولي بانتظار بقيّة الـ 5٪ من الأصوات أثناء كتابة هذه الكلمات)، تجري الكثير من الأحاديث والتكهنات والتخويف للمهاجرين. لهذا الغرض ومن أجل معرفة التأثيرات العملية والمحسوسة على المهاجرين من أصول إفريقيّة وشرق أوسطية تواصلت أكتر مع الباحث المعادي للعنصرية والفاشية توبياس هيبينيت، المحاضر الأول والباحث في جامعة كارلستاد والذي تبع تطوّر حزب سفاريا لكثير من السنوات.

يرى توبياس بأنّ الانتصار الانتخابي الأخير لحزب سفاريا، والذي مكنه من أن يصبح ثاني أكبر حزب في البلاد بعد حزب السوسيال، حدث بسبب حملة انتخابية بنيت على تشويه سمعة السكان ذوي الخلفية غير الأوروبية والغربية – وتحديداً المسلمين – ووسمهم بأنّهم عبء ومشكلة.

فبالنسبة لتوبياس لا يمكن فهم نجاح حزب سفاريا داخل قطاعات كبيرة من الأغلبية ذات الأصول السويدية إلّا بقبول خطاب الحزب بأنّ السكان المنحدرين من خلفية إفريقيّة وشرق أوسطية يشكلون بشكل خاص تهديداً على مجتمع الأغلبية سويدية الأصل والمواطنين سويديين الأصل.

هل من تأثير محسوس على ذوي الأصول الأجنبية؟

 أردنا في "أكتر" أن نعرف إن كان هناك تأثير محسوس على السكان من أصول مهاجرة في السويد، فكان ردّ توبياس: إن شكّلت كتلة المحافظين اليمينية حكومة السويد مع أولف كريسترسون كرئيس للحكومة وحزب سفاريا بوصفه الحزب الداعم، سيعني هذا بأنّ البرنامج الذي انتخب حزب سفاريا بسببه سيؤثر على كامل السويد خلال الأعوام القادمة، وسيشمل هذا التأثير بشكل خاص السكان من أصول إفريقيّة وشرق أوسطية الذين يعيشون في مناطق "برنامج المليون Miljonprogrammet" بوصفهم المعنيين بشكل خاص بتركيز برامج حزب سفاريا.

يضيف توبياس بأنّه بعيداً عن أنّ حكومة السويد ستقوم بتشويه سمعة السكان في مناطق "برنامج المليون" الذين ينحدرون من أصول إفريقيّة وشرق أوسطية، فهذه الحكومة الجديدة ستطلق على الأرجح ما يسمّى "الهجرة المعاكسة" أو برنامج إعادة المهاجرين لحثّ المهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط بالعودة إلى بلدانهم. 

يقول توبياس: ستصبح لهذه الغاية قوانين لمّ الشمل أشد وأصعب، والدعم الاقتصادي للسكان للفقراء والسكان المهمشين في مناطق "برنامج المليون" سيتم تقليصه، وكذلك الدعم الاقتصادي الذي تتلقاه الأسر الذين لديهم أطفال كثر. كما يضيف بأنّ هذه لن تكون سوى جزء من تغييرات عديدة سيتم تطبيقها في حال أصبح أولف كريسترسون رئيس الحكومة الجديد مع وجود حزب سفاريا خلفه كحليف.