ذكر تقرير شاركه البنك المركزي السويدي، أنه يجب حظر العملات المشفّرة وعمليات تعدينها كثيفة الاستهلاك للطاقة، ونشر البنك المعروف باسم Riksbank، وهو أقدم بنك مركزي في العالم، تقريراً تحت عنوان "العملات المشفّرة وتأثيرها على الاستقرار المالي".وتعرّض البنك لصدع بسبب تعدين العملات المشفّرة باستخدام PoW (وهي خوارزمية دليل العمل Proof-of-Work التي يستخدمها البيتكوين لتأمين الشبكة من خلال عملية تعرف باسم التعدين). هذا ويستخدم تعدين PoW مراكز بيانات تستهلك الكثير من الطاقة لتأمين البلوك تشين Blockchain، وأتى في التقرير: "في الآونة الأخيرة، تم إنشاء بعض عمليات استخراج الأصول المشفرة في شمال السويد، حيث تستهلك ما يعادل استهلاك 200000 أسرة سنوياً من الكهرباء".أما بالنسبة لمؤلف كتاب "بيتكوين"، كنوت سفانهولم، والذي نشر مؤخراً كتاب "∞/21M": "ليس من شأن البنك المركزي أن يخبر الناس بما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله بالكهرباء"، وأضاف: "إذا كانوا يهتمون حقاً بالبيئة، لأغلقوا عملياتهم الخاصة من أجل غد أفضل".يستشهد التقرير بأقرانه في وكالة البيئة وهيئة الإشراف المالي السويدية، فيما يخص استهلاك الطاقة: "يجب حظر طريقة PoW، التي تُستخدم لتأكيد التحويلات واستخراج العملات المشفّرة الجديدة، لصالح أساليب أخرى أقل استهلاكاً للطاقة".أما سفانهولم فكان له رأي مختلف، قائلاً: "تعدين البيتكوين هو تخمين أعداد مراراً وتكراراً، وكما فعلت العديد من المؤسسات السويدية الأخرى قبلهم، فقد اختار البنك المركزي التعليق على شيء لا يفهمونه وليس لهم عملاً به حتى يكون لهم رأي".هذا ولم يكن التقرير مفاجئاً، نظراً لأن البنوك والحكومات تستهدف استهلاك نظام PoW للطاقة، كما أن التقرير يتعارض مع تبنّي البيتكوين في السويد، والتي تعتبر موطناً لعدد من شركات بيتكوين الناشئة.وسارع صانعو البيتكوين السويديون البارزون، بما في ذلك سفانهولم ومؤسس بورصة البيتكوين السويدية BTX، كريستيان آندير، إلى دحض التقرير على التويتر، كما شارك سفانهولم مقطع فيديو على يوتيوب قال فيه: "لا يضيع أي من الطاقة المستخدمة في تعدين بيتكوين".ووصف آندير التقرير بأنه "غير ملائم أبداً"، مغرّداً: "يجب أن يكون استهلاك الطاقة محايداً، ويجب تنظيم إنتاجها، لا تنظيم ما يفعله الأفراد بها".ونظراً إلى أن أصدقاء البنك المركزي في صندوق النقد الدولي يمضون قدماً في استخدام العملة الرقمية للبنك المركزي، لأنها تستخدم طاقة أقل، فإن أرقام تعدين البيتكوين واضحة، حيث أنه وفي أواخر عام 2021، احتلت بيتكوين المرتبة الأولى كأنظف صناعة في العالم لاستخدامها الطاقة المتجددة، وفي النرويج، يستخدم معدّني البيتكوين طاقة متجددة بنسبة 100%، ويسعى المعدّنين في جميع الدول إلى جعل العالم مكاناً أفضل.يصل الحظر المقترح من البنك المركزي في السويد بالتزامن مع نشر تقرير حول كفاءة استخدام الطاقة في المعاملات المشفّرة، الذي جاء فيه: "عندما تتم مقارنة نظام Lighning الخاص ببتكوين بنظام الدفع الفوري، فإن بيتكوين تمتلك أضعافاً مضاعفة من قابلية التوسع والكفاءة، مما يثبت أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بمليون مرة من الدفع الفوري".بالرغم من ذلك، تشير الأبحاث التي أجراها مركز كامبريدج للتمويل البديل إلى أن البيتكوين تستهلك ما يقدّر بنحو 15 غيغا واط من الكهرباء يومياً، وفي تغريدة نشرها أحد الأشخاص ساخراً، يقول فيها إن مجففات الملابس في الولايات المتحدة تستهلك طاقة أكثر من البيتكوين:كما أظهرت بعض التقارير أن مجال الرياضة في العالم يصدر ثلاثة أضعاف انبعاثات شبكة البيتكوين، والسؤال هنا، لماذا يستمر البنك المركزي في مهاجمة استخدام PoW للطاقة؟ ومن هي المؤسسة المالية التالية التي ستطلق طلقتها؟