التجربة الدنماركية.. تحويل شارع المخدرات في كوبنهاغن إلى منطقة ثقافية وفنية

في خطوة تاريخية لتغيير الديناميكية الاجتماعية والثقافية في منطقة كريستيانا بكوبنهاغن، قامت السلطات المحلية في يوم السبت 6 أبريل/ نيسان بإزالة "شارع بوشر" الشهير، الذي كان معروفًا بتجارته المفتوحة للمخدرات، بما في ذلك الماريجوانا والحشيش. تمت هذه الخطوة بعد سنوات من النقاشات والجدل بشأن التجارة غير القانونية في المنطقة، والتأثيرات السلبية المحتملة على السكان المحليين وصورة كريستيانا في الدنمارك والعالم.

قادت السلطات المحلية هذه العملية بالتعاون مع الشرطة ومجموعات المجتمع المحلي، بهدف إنهاء التجارة غير القانونية في المنطقة وتحسين الأمن والسلامة لسكان منطقة كريستيانا وزوارها. وقد رأى العديد من الناس هذه الخطوة بأنها تحول إيجابي نحو تطوير كريستيانا وجعلها مكانًا أكثر أمانًا واستقرارًا للسكان والزوار على حد سواء.

"شارع بوشر يجب أن يموت، لكي تعيش كريستيانيا"، بهذه الكلمات أعربت رئيسة بلدية كوبنهاجن سوفي هايستورب أندرسن بعد أن بدأت أول حفريات في الشارع لإزالته .

بعد إزالة "شارع بوشر"، فتحت الفرصة لتجديد وتحسين المنطقة، حيث يُفترض أن تتواجد الآن أنشطة جديدة وأماكن للترفيه والتجارة الشرعية التي تعكس ثقافة منطقة  كريستيانا الفريدة وتلبي احتياجات السكان والزوار. هذه الخطوة تمثل محاولة جديدة للسلطات المحلية لتحقيق توازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية لكريستيانا، وتحقيق التطور والتحسين في البنية التحتية وجودة الحياة لسكانها.

يظل حي كريستيانا موضوعًا للجدل داخل الدنمارك، حيث تواجه تحديات مستمرة تتعلق بمستقبلها ووضعها القانوني. فقد حاولت الحكومة الدنماركية مرارًا تنظيم الحي ودمجه بشكل أكبر مع المجتمع الأوسع، مما أثار نقاشات حادة حول الحرية، الاستقلالية، وحق الأفراد في اختيار طريقة الحياة.

طتاريخ الحي وخصائصه
حي كريستيانا في كوبنهاغن، الدنمارك، هو مجتمع معروف بأسلوب حياته البديل وموقفه المستقل. تأسس في عام 1971 عندما احتل مجموعة من الهيبيين والفنانين والنشطاء السياسيين المنطقة، والتي كانت سابقًا قاعدة عسكرية مهجورة. مع مرور الوقت، تطورت كريستيانا إلى مجتمع مع ثقافة فريدة من نوعها، يعيش أفراده وفقًا لمبادئهم الخاصة، بعيدًا عن قواعد وقوانين المجتمع الدنماركي التقليدي.

واحدة من الخصائص البارزة لكريستيانا هي موقفها تجاه المخدرات. على مر السنين، كانت المنطقة معروفة بتجارة الماريجوانا والحشيش علنًا في شارع يُعرف باسم "Pusher Street"، على الرغم من أن هذا الأمر قد واجه تدخلات وتحديات قانونية مختلفة من الحكومة الدنماركية.

كريستيانا أيضًا معروفة بجهودها البيئية، حيث يمارس سكانها الزراعة المستدامة، ويعيدون تدوير المواد بشكل مكثف، ويستخدمون الطاقة المتجددة. الفن والثقافة جزء لا يتجزأ من الحياة في كريستيانا، حيث يقام عدد من المعارض الفنية، وورش العمل، والحفلات الموسيقية بانتظام.

على الرغم من شهرتها العالمية، كريستيانا لا تزال موضوعًا للجدل داخل الدنمارك وتواجه تحديات مستمرة تتعلق بمستقبلها ووضعها القانوني. الحكومة الدنماركية حاولت مرات عديدة تنظيم الحي ودمجه بشكل أكبر مع المجتمع الأوسع، مما أثار نقاشات حادة حول الحرية، الاستقلالية، والحق في اختيار طريقة الحياة.