عقب إعلان مصلحة الهجرة عن منع 1063 طلباً لتصاريح العمل والإقامة بموجب توصيات من جهاز الأمن السويدي "سابو"، عرضت صحيفة سيدسفينسكا السويدية تقريراً عن حالة الشاب عثمان زحاف الذي يواجه الترحيل من السويد منذ عام 2018، رغم عدم ارتكابه أية مخالفات واستيفائه كافة الشروط للحصول على الإقامة، لكن قضيته لم تدرس من مصلحة الهجرة فقط، بل قام جهاز الأمن السويدي بالتحقيق في القضية، ثم أوصى بترحيله، ويقول عثمان بأنه علم أخيراً بعد التحقيق، بأن السبب في ترحيله هو صلاته بأقرباء ينتمون لتنظيم إسلامي متشديد، بينما لم يعلق سابو على القرار، وبحسب المتحدث الصحفي آدم إيزاكسون لا يقدم سابو أية معلومات، إلا بناءً على طلب مصلحة الهجرة . كيف يتم تصنيف الأشخاص على أنهم "مشبوهون"؟ اعتبرت الصحيفة قضية عثمان زحاف مثالاً مملوساً عن الحالات التي يتدخل فيها سابو، ويضع إشاراته أمام القضايا الحساسة التي قد تشكل تهديداً أمنياً للبلاد. وكانت رئيسة الشرطة الوطنية "بترا لوند " قد صرحت في وقت سابق، بأن عملية تصنيف الشخص كمنتمٍ إلى العصابات تكون بناءً على صلته بشخصين آخرين نشطين في عصابات الجريمة المنظمة. ولكن في حالة عثمان الأمر كان صادماً لأن صلته بأقربائه تعود لفترة وجيزة، قبل مجيئه إلى السويد عام 2017 . Foto: Fredrik Sandberg/TTبعد الانتظار الطويل … إحالة الملف إلى سابو وتعرض الصحيفة قصة عثمان منذ قدومه إلى السويد في تأشيرة زيارة مؤقتة لأشقائه الثلاثة في مدينة لوند عام 2017، وكانت صالحة لمدة ثلاثة أشهر، وعندما بدأت علاقته بزوجته "إيدا" مدد التأشيرة إلى ستة أشهر، لتبدأ رحلة معاناته عام 2018 عندما تقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة بسبب روابطهما الأسرية. افتتحت التحقيقات مصلحة الهجرة عام 2019 ، حيث خضعا لاستجواب دقيق من قبل مجلس الهجرةوعقب الانتظار الطويل للقرار، أرسل عثمان بريداً الكترونياً للسؤال عن قضيته فكانت إجابة مصلحة الهجرة بأن قضيته أحيلت إلى سلطة أخرى دون إخباره من هي هذه السلطة، ولكن بعد مرور عام على الانتظار استدعي عثمان للتحقيق من قبل جهاز الأمن "سابو" . تحقيقات سابو : الترحيل ليس من السويد فقط !وفقاً لما قاله عثمان للصحيفة فإن تحقيقات سابو استمرت لساعتين وشملت أسئلة عن معتقداته، إضافة إلى السؤال عن أخيه الذي سافر إلى خارج السويد بانتظار قرار إقامته منذ عدة سنوات، ليفاجأ برسالة واضحة من أحد محققي سابو مفادها " قل لأخيك بإمكان أن تنسى السويد " أما فيما يتعلق بالقرار الخاص به فقد تلقى عثمان قرار الترحيل الرسمي من مصلحة الهجرة في ديسميبر 2022، وبتوصيات من "سابو" لا يشمل ترحيله من السويد فقط ، بل من دول منطقة شنغن لمدة عشر سنوات، وبموجب القرار لن يسمح له حتى بزيارة فنلندا موطن زوجته الثاني.Foto: Johan Nilsson/TTالقرار بعد الاستئناف أكثر تشدداً :استئناف القرار أملاً في تغيير مصلحة الهجرة قرارها أتى بنتيجة عكسية، فبعد مرور عام على الاستئناف تلقى عثمان زحاف قراراً مشابهاً للقرار الأول من حيث الترحيل من السويد ودول منطقة شنغن لكن المدة هذه المرة هي عشرين سنة كاملة، ويقول أن توصيات الأمن السويدي بترحيله استندت إلى اتهامه بحجب معلومات عن ابني عمه المتطرفين، لكن عثمان يؤكد بأنه أجاب على جميع أسئلة سابو وبأنه عندما انتقل إلى السويد كانوا قد ماتوا وقد اقترح جلسة استماع ليخبر سابو بالقليل الذي يعرفه عنهما.محكمة ستوكهولم ستصدر القرار النهائي الصحيفة قدمت تقريراً تفصيلاً عن حياة عثمان وزوجته التي تعمل في منظمة إنقاذ الطفولة وأكدت بأن زوجها عمل في مجال توصيل الكابلات في جسر الأوريسند، كما أنه لاعب في فريق رياضي ويكافح من أجل تعلم اللغة، وبناء حياة هانئة في السويد ، لكن شبح الترحيل جعلهما يؤجلان التخطيط لإنجاب أطفال، فيما عبر عثمان عن حزنه الشديد لكونه يواجه قراراً تعسفياً بسبب أفعال ارتكبها آخرون، والآن يعلقان أملهما على قرار البت في القضية الذي ستصدره محكمة الهجرة في استوكهولم خلال شهر أبريل/ نيسان القادم.