بدأت المدارس في السويد تشهد تأثيرات إجراءات التقشف المالي مع منتصف الفصل الدراسي الخريفي، حيث شهدت مدرسة بيكاهاغن "Bäckahagens skola" في منطقة باندهاغن "Bandhagen" بالعاصمة ستوكهولم استقالة نسبة تقارب العشر من الكوادر البالغين، وتوقف العمل بنظام الإشراف المزدوج الذي كانت تعتبره الإدارة ناجحاً.وفي حديثه عن الأوضاع الجديدة، يصف فريتز هيدمان "Fritz Hedman"، الطالب في الصف السادس، بأنه بات يواجه صعوبات بسبب الطوابير الناتجة عن نقص الدعم، ويضيف أكول تيواري "Akul Tewari"، طالب الصف الثامن، مشيراً إلى تأثير النقص في الدعم على تقدمه الدراسي، حيث كان يستطيع سابقاً إنهاء أربع أو خمس صفحات في حصة الرياضيات، بينما الآن لا يتمكن من إكمال سوى نصف صفحة.مع بداية الفصل الدراسي، رحل ثلاثة من المعلمين المثبتين وعشرة من الموظفين بعقود مؤقتة عن مدرسة بيكاهاغن بهدف تحقيق التوازن المالي. ويعبر الطلاب عن ملاحظتهم لزيادة الفوضى خلال الدروس، وهو ما يعزى جزئياً إلى كبر حجم الصفوف وإلى شكاوى المعلمين من زيادة العبء الوظيفي وقلقهم حيال قدرتهم على الوفاء بمتطلبات العمل.وفي حديثها حول ذلك، قالت سابين ألبرتسون "Sabine Albertson"، مديرة المدرسة: "قانون التعليم يضع معايير عالية يجب على جميع المدارس الوفاء بها، ولكن في بعض الأحيان قد لا تكفي الميزانية لذلك"، وذلك وفق ما ذكر التلفزيون السويدي svt.من جهتها، ترى نقابة المعلمين أنه ينبغي للبلديات أن تستفيد من الفوائض المالية المتراكمة في السنوات السابقة لتغطية النفقات الحالية. وفي هذا السياق، تقول آسا فالين "Åsa Fahlén"، رئيسة نقابة معلمي السويد "Sveriges lärare"، إن البلديات سجلت فوائض بمقدار 116 مليار كرون سويدي خلال الأعوام الماضية وينبغي استخدامها الآن.من ناحية أخرى، تشير أنيكا والينسكوغ "Annika Wallenskog"، الاقتصادية الرئيسية في مؤسسة البلديات والمناطق السويدية "Sveriges Kommuner och regioner"، SKR، إلى ضرورة تخطيط البلديات للمستقبل، مؤكدةً أنه من غير المستدام الاعتماد على فوائض السنوات السابقة لتغطية ميزانيات مرتفعة الكلفة.يأتي ذلك في الوقت الذي تحذر فيه نقابة المعلمين من الوضع الحرج الذي يمر به التعليم، حيث تؤكد فالين على أهمية استثمار تلك الأموال في التعليم الحالي لإحداث فارق فوري، مع التأكيد على ضرورة البحث عن مصادر تمويل بديلة للمدارس السويدية.