مجتمع

الجمعية الثقافية السورية: انتشار يتعدى مدينة أوربرو السويدية

Aa

الجمعية الثقافية السورية: انتشار يتعدى مدينة أوربرو السويدية

ضمن سياق اهتمامها بالإضاءة على الجمعيات العربية الناشطة في المجتمع المدني السويدي التقت منصة "أكتر" السيد حسام مراد مدير "الجمعية الثقافية السورية" في مدينة أوربرو. فالسيد حسام قدم إلى السويد عام 2015، ليأسس هو وعدد من الشباب السوريين والعرب هذه الجمعية التي تتوسع اليوم وتمارس تأثيراً أكبر ضمن منطقتها، فيما يتعلق بصون اللغة العربية والحفاظ على الهوية الثقافية العربية. 

حسام مراد

مجتمع مصغر ضمن المجتمع الأكبر

  يرى السيد حسام أن الهدف من إنشاء  هذه الجمعية هو بناء مجتمع عربي  مصغر في بلاد المهجر. كما فكرت الجمعية أيضاً بضرورة المحافظة على اللغة العربية وحمايتها من الضياع في بلاد المغترب، إلى جانب إحياء العادات والاحتفالات الاجتماعية والدينية بهدف ربط الأجيال الجديدة من أبناء الجالية العربية بمناسبات كعيد الأضحى والفطر وشعائر شهر رمضان الكريم. إلى جانب ذلك، حاولت الجمعية ممارسة دورٍ إيجابي في تفعيل عملية الاندماج بين أعضائها من أبناء الجالية العربية، والمجتمع السويدي ككل، ويتم ذلك عبر تقديم الدعم أو المساعدة في التواصل مع البلديات والمكتبات والمؤسسات المدنية  وغير ذلك من الجهات الرسمية من خلال نشاطات وحوارات في شتى المجالات . 

الشطرنج للصغار

للوهلة الأولى قد يظن المرء أن "بناء مجتمع عربي مصغر" ضمن السويد قد يتعارض مع عملية الاندماج، وعن هذا يقول السيد حسام: "لا نقصد بالمجتمع المصغر أن يكون كياناً منعزلاً، لكن القانون السويدي يسمح للقوميات بالمحافظة على لغتها الأم  وبالتالي نحن نتلقى الدعم من البلدية والجهات الرسمية  لتحقيق أهدافنا". 

واليوم يصل عدد المنتسبين إلى هذه الجمعية حوالي 400 فرد  من جميع الأعمار والذين يتوزعون بين  مدينة أوربرو وريفها. ورغم أن الجمعية تحمل اسم "الجمعية الثقافية السورية" لكن مديرها يؤكد أنها تحتوي بين صفوفها  عائلات  من جنسيات متنوعة كالسودان  والمغرب والعراق ومصر.

اللغة العربية وصونها وتعليمها في صلب عمل الجمعية

بدأت الجمعية عام 2018 نشاطاتها بعد الحصول على مقرها الخاص، وكان من أهم الملفات التي عملت عليها  بدء ملف خاص لتعليم اللغة العربية عبر إطلاق دورات خاصة لتعليم هذه اللغة موجهة لفئات عمرية مختلفة من أبناء الجالية العربية.  

تعليم اللغة العربية في الجمعية 

وعلى امتداد موسمين  شاركت الجمعية الثقافية السورية في تحدي القراءة العربي وهو تحدي تنظمه دولة الإمارات بمبادرة من حاكم دبي، هدفها التشجيع على القراءة. في الموسم  الخامس من هذه المسابقة حصلت الجمعية على المركز الثاني (سنا مراد) على مستوى السويد، لكنها في الموسم السادس لعام 2022 حصدت المركز الأول (سارة الأحمد) على مستوى مملكة السويد وتأهلت سارة للسفر إلى دبي لرفع علم السويد  والمشاركة بالتحدي على مستوى الجاليات الأوربية .

واليوم لدى الجمعية فريق خاص يدير ملف التعليم ويقوم باختيار المناهج المناسبة  وتطوير فريق المشرفين. واستكمالاً لرسالتها خصصت الجمعية ما سمته "ركن القراءة" لتشجيع رواد الجمعية من الصغار على المطالعة والقراءة  باللغة العربية على مدار العام.

نظرة أقرب إلى أنشطة الجمعية 

تمتاز الجمعية بتنوع أنشطتها ونطاق اهتمامها، فهي أطلقت "المهرجان الثقافي" الذي عقد منه دورتين حتى الآن، ويضم أنشطة ثقافية مختلفة وقراءات شعرية وأدبية وفنية وفي هذا المهرجان تستضيف كتاباً وشعراء من خارج السويد ومن مدن سويدية أخرى، وتم على هامش هذا المهرجان إقامة معرض للكتاب العربي. خلال أزمة الكورونا أخذ عمل الجمعية منحى مختلف عبر إقامة ندوات طبية توعوية افتراضية لتقديم المعلومات والنصائح اللازمة لأعضاء الجمعية. تهتم الجمعية أيضاً بالصغار فلديها  مسرح الدمى للأطفال، وفرقة البنات الراقصة وفرقة مسرحية للشباب قدمت حتى الآن عدداً من العروض المسرحية. كما تفسح الجمعية المجال لتعليم الرسم على الخشب وفنون بسيطة أخرى. كذلك الأمر تهتم الجمعية بالأنشطة الترفيهية كتنظيم الرحلات الجماعية إلى جانب النشاطات الرياضية كتعليم الشطرنج وكرة طاولة التنس وكرة القدم، إضافة لتعاونها مع  فرقة الإنشاد الدمشقي التي تحيي جميع حفلاتها. على صعيد آخر، تهتم الجمعية بالشباب ولديها إدارة خاصة بالشباب وعبرها يقدمون ويخططون ويساعدون في إقامة جميع النشاطات والمناسبات العامة. وللنساء أيضاً دور كبير أيضاً فأغلب الكادر التعليمي من السيدات. ورغم أن الجمعية لا تمتلك توجهاً سياسياً،  لكنها مهتمة بتحفيز اهتمام أعضاءها للمشاركة بالحياة السياسية في السويد ومن أجل ذلك هي اليوم تسعى، بالتعاون مع جمعيات أخرى، لتنظيم مناظرة تدعو فيها جميع الأحزاب السياسية السويدية للمشاركة  والحديث عن برامجها السياسية والإجابة على أسئلة الجمهور والتفاعل مع قضاياه الساخنة. 

لا يخلو الأمر من صعوبات

على غرار العديد من الجمعيات الأخرى، تواجه الجمعية صعوبات تتعلق بالتمويل خاصةً وأنها جمعية غير ربحية تتقاضى اشتراكات رمزية من أعضائها وتحصل على دعم رمزي من بعض المؤسسات أو الشركات التي تدعم أنشطة الجمعية الهادفة ومناسباتها الكبرى. كما أن الجمعية تسعى لتبادل الخبرات  وتوسيع نطاق  تعاونها مع عدد من الجمعيات الأخرى في مدن سويدية عدة. من جانب آخر يفسر السيد حسام الإقبال الكبير في السويد على تأسيس الجمعيات والانتساب إليها وتحديداً ضمن الأوساط العربية والمهاجرة بحاجة المهاجرين لامتلاك حياة اجتماعية نشطة إلى جانب ظروف البلاد القاسية مناخياً والشتاء الطويل. 

جانب من أنشطة الجمعية

رغم العدد الكبير من الجمعيات الموجودة في السويد لكن يرى السيد حسام في ختام لقائه معنا أن الناس باتوا قادرين على التمييز بين الجمعيات الجديّة والنشطة بصورة حقيقية وبين الجمعيات الشكلية التي لا تمارس تأثيراً حقيقياً ضمن المجتمع. 

 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©