صرّح زعيم حزب الديمقراطيين السويديين جيمي أوكيسون في رسالة إلى السوريين في السويد الذين احتفلوا بسقوط نظام بشار الأسد، قائلاً: "عليكم اعتبار هذا فرصة جيدة للعودة إلى أوطانكم". ورد الحاخام موشي دافيد هكوهين في مقال رأي نشرته صحيفة DN بأن هذه اللغة ليست جديدة، مشيراً إلى أن مثل هذه العبارات كانت تُستخدم في الثلاثينيات لتعني "تطهير أوروبا من اليهود"، على حد قوله. تحذيرات من استهداف "الآخرين" قبل بضع سنوات، وقّعت جمعيات يهودية في دول الشمال الأوروبي بيانًا مشتركًا ضد حرق المصاحف، محذّرة من استخدام حرية التعبير كغطاء لخطابات الكراهية والتمييز. في هذا السياق، استشهدت الجمعيات بعبارة الكاتب الألماني هاينريش هاينه: "حيثما تُحرق الكتب، سيُحرق البشر في النهاية". ورغم الانتقادات التي وُجهت للجمعيات بشأن استخدام المصطلحات التاريخية، إلا أنها أوضحت أن القصد ليس مقارنة عدد الضحايا، بل تسليط الضوء على القصد المبيّت وراء استهداف جماعة بعينها لتبرير الكراهية ضدها. وفي هذا السياق، أشادت الجمعيات بالحكم الذي أصدرته محكمة مالمو الشهر الماضي ضد راسموس بالودان بالسجن بتهمة التحريض على الكراهية ضد الجماعات. "العودة إلى الوطن" ليست مجرد كلمات يستعرض هكوهين كيف تعرض اليهود في أوروبا خلال حقبة النازية لحملات ممنهجة دفعتهم للتهميش والعزل، من خلال إجراءات تضمنت طردهم من الأعمال والحدائق العامة والمرافق الثقافية، وصولًا إلى دعوتهم إلى "العودة إلى فلسطين". وأشار إلى أن دعوات العودة كانت مجرد تغطية لخطط أكثر وحشية، مؤكدًا أن العبارات التي تبدو بسيطة تحمل في طياتها الكراهية والتمييز. كما أكد الحاخام أن استخدام مثل هذه اللغة يجب أن يُرفض بشكل قاطع، محذرًا من أن أوروبا التي وعدت بعدم تكرار مأساة الهولوكوست يجب أن تقف بحزم ضد أي خطاب يعيد إنتاج مثل هذه الأيديولوجيات. الوضع الحالي للاجئين السوريين انتقل الحاخام إلى الحديث عن اللاجئين السوريين في السويد، مشيرًا إلى أن معظمهم لم يكن أمامهم خيار سوى الفرار من وحشية نظام الأسد. وبالنسبة للبعض، يعتبر سقوط النظام فرصة لإعادة بناء حياتهم في سوريا ولمّ شملهم مع أفراد عائلاتهم الموزعين في دول الشتات. لكن بالنسبة للأجيال الشابة من السوريين الذين نشأوا في السويد، فهم يعتبرون السويد وطنهم الحقيقي. إذ أصبحت اللغة السويدية وعادات المجتمع السويدي جزءًا لا يتجزأ من هويتهم. وأكد الحاخام أن هؤلاء الشباب يجب أن يُمنحوا الوقت والدعم الكافي لتحقيق توازن بين هوياتهم المتعددة. "أبدًا مرة أخرى" في ختام مقاله، شدّد الحاخام موشي دافيد هكوهين على ضرورة التمسك بشعار "أبدًا مرة أخرى" الذي رفعته أوروبا بعد الهولوكوست، معربًا عن رفضه للتطبيع مع خطابات الكراهية والتمييز. وأكد أن اللغة التي تدعو إلى إقصاء الآخرين لا مكان لها في المجتمع الشامل، داعيًا الجميع إلى بناء مستقبل يسوده الاحترام والتعددية.