في ضوء النزاع في غزة، تواجه مدارس مالمو السويدية زيادة ملحوظة في حوادث الكراهية والتهديد، حيث استدعى أمين المظالم لشؤون التمييز مديري المدارس من مالمو وثلاث مدن أخرى لمناقشة هذه القضية العاجلة.وتشير التقارير الواردة إلى تأثر الطلاب من الديانتين اليهودية والإسلامية على حد سواء بحوادث التمييز، حيث استندت هذه التقارير إلى شكاوى رسمية، تغطيات إعلامية، ومعلومات من جمعيات ومنظمات متنوعة.Foto: Fredrik Sandberg/TTوفي احدى الحوادث التي تناقلها الاعلام كمثال، شهدت إحدى المدارس الثانوية في مالمو تصعيداً خطيراً في التوترات بعد الأحداث الأخيرة في غزة، حيث عبّر طالب عن رغبته في الوقوف دقيقة صمت تكريماً لضحايا غزة، وقد قُبِل طلبه من قبل المعلم. لكن الأمور تدهورت سريعاً عندما تحولت التعليقات إلى عدائية، وقد نقلت صحيفة "سيدسفينسكان" تصريحات لطلاب تضمنت عبارات مثل "يجب أن يحترق كل الإسرائيليين" و"يجب أن يموت كل اليهود". كما باءت محاولات المعلم لاحتواء الوضع بالفشل، وتمادى الطلاب في التعبير عن آرائهم المتطرفة وإشارات نازية. وعندما حاول المعلم إخلاء الفصل، واجه مقاومة شديدة، حيث طالبه الطلاب بالاعتراف بأنه يهودي ولديه علاقات في إسرائيل، مما دفعه لمغادرة الفصل.ووفقاً لوثائق بلدية مالمو، يُفترض بالمدارس الإبلاغ عن أي حوادث كراهية للشرطة، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن هذه الحادثة. وبناءً على تشاور مع إدارة الثانوية، قرر المدير عدم إبلاغ الشرطة بسبب الحالة العاطفية للطلاب والموظفين. وبدلاً من ذلك، أجرى المدير محادثات مع الطلاب، ولم يتم تعليق تحصيلهم الدراسي، لكنهم تلقوا تحذيرات خطية.وفي سياقٍ متصل، وصف لارس أرينيوس Lars Arrhenius، أمين المظالم لشؤون التمييز (DO)، الوضع بأنه خطير، مؤكداً على أن الحوادث لم تكن مقتصرة على فترة زمنية معينة وأن المدارس لم تتخذ تدابير كافية لمواجهتها. وأشار أيضاً إلى تورط بعض موظفي المدارس في هذه الحوادث.في ضوء ذلك، أدت الأحداث الأخيرة على غزة إلى تفاقم المشكلة، حيث دعا أمين المظالم أرينيوس مسؤولي التعليم من مالمو، ستوكهولم، يوتوبوري، وأوميو لاجتماع في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل في مكتب المفوض ببلدية سولنا Solna في ستوكهولم.بالإضافة إلى ذلك، يؤكد أرينيوس على أن الاستدعاء يعد إجراء قانوني وليس مجرد دعوة، وذلك في ضوء الوضع الخطير الذي يتطلب مناقشة فورية، حيث يتوجب على المدارس، وفقاً لقانون مكافحة التمييز، اتخاذ إجراءات وقائية والتحرك فور علمها بأي حوادث تمييز. وينوي أرينيوس سؤال المسؤولين عن الإجراءات المتخذة في مدنهم لمنع ووقف التحرش والتمييز. كما يأمل أن يساهم الاجتماع في تحفيز المدارس على تحسين جهودها ضد التمييز وتبادل الخبرات في هذا الصدد. ويصف أرينيوس الاجتماع بأنه يجمع بين كونه ورشة عمل وجلسة استفسار، مؤكداً على أهمية البدء في العمل دون تأخير.