أخبار السويد

الحكومة السويدية تتنكر بهيئة المعارضة وتخفق في جميع الوعود

الحكومة السويدية تتنكر بهيئة المعارضة وتخفق في جميع الوعود image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

الحكومة السويدية

الحكومة السويدية تفقد شعبيتها

في خطبة أولف كريسترسون – وهو رئيس الحكومة السويدية – الأولى في عيد الميلاد، نسي على ما يبدو بأنّه رئيس حكومة منذ شهرين، ليعيد ويكرر أحاديثه الانتخابية التي تبدو اليوم فارغة من السياق، والتي يلوم فيها "حكومة وهمية" على المشاكل المستمرة في السويد.
لن يستغرق منكم الكثير من الوقت إن بحثتم عن بعض الاستطلاعات حول مدى شعبية الحكومة السويدية اليوم، لتصلوا لنتيجة مفادها أنّه في حال إجراء الانتخابات اليوم لن يتمكن كريسترسون ومن معه من الوصول لرئاسة الحكومة. سأعود إلى هذا بالأرقام بعد قليل.
المعارضون مسؤولون عن فشل الحكومة السويدية!

كريسترسون لم ينفذ أيّ من وعوده

وقف كريسترسون في اللقاء وخلفه شجرة الميلاد، وبدأ يرسم صورة قاتمة للأوضاع في السويد:«السويد في وضع خطير جداً».
بالنسبة لمتابع عادي، يبدو لي بأنّ كريسترسون يمهّد للجميع بأنّ مشاكل السويد لن يتمّ حلّها، وأنّ حكومته مهما بقيت في السلطة فستستمر بإلقاء اللوم على "الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين وحزب اليسار". لأنّهم وفقاً لقوله: "استبعدوا الطاقة النووية التي كان يجب تطويرها".
ماذا ستفعل الحكومة السويدية في الركود وبقية المشاكل؟
كما هو ملموس من أسعار الأغذية التي تحلق بشكل مستمر، وكما تؤكد أغلب التوقعات مثل توقعات وكالة "المعهد الوطني للأبحاث الاقتصادية Konjunkturinstitutet" الحكومية، فالركود الاقتصادي الطويل قادم لا محالة.
لا شيء وفقاً لكريسترسون. كلّ ما تحدّث عنه هو نوع من "خدمة الدفاع المدنية" التي تذكرني نوعاً ما بحالات الطوارئ في بلدان أخرى، ولكن باسم محبب للنفوس.
تقييمات هي الأسوأ للحكومة السويدية

تراجع في شعبية رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي

نشرت صحيفة أفتونبلادت حسابها السنوي لمدى شعبية الوزراء، وكانت النتائج هي الأسوأ التي تحصل عليها حكومة سويدية خلال عشرين عام.
المقياس هو من 1 إلى 5، والذي يحصل على 3 ينجح في المقياس:
كريسترسون لم يتمكن من النجاح، فحصل عمله على تقييم 2,7 فقط. بينما حققت وزيرة الشؤون الاقتصادية إيبا بوش من الحزب المسيحي الديمقراطي مركزاً أسوأ بـ 2,5 نقطة، متساوية بذلك مع زعيم الحزب الثالث في الائتلاف الحكومي: يوهان بيرشون من الحزب الليبرالي.
ليست الحكومة فقط هي التي حققت نتائج سيئة، فداعموها أيضاً خسروا نقاطاً من شعبيتهم. فوفقاً للاستطلاعات التي أجرتها جامعة يوتوبوري نقلاً عن عدد من مؤسسات الاستطلاع الهامة، خسر يمي أوكسون رئيس حزب "ديمقراطيو السويد" 2٪ من شعبيته التي حققها خلال شهر الانتخابات سبتمبر.
إذا قمنا بحساب التراجعات في شعبية الأحزاب جميعها مقارنة بشهر الانتخابات، لن يحصل الائتلاف الحكومي وداعموه اليوم إلّا على 154 مقعد بدلاً من 195 التي أهلتهم لتشكيل الحكومة.
سقطت الحكومة السويدية من ثقل وعودها
إنّ ما سأقوله الآن هو تحليل يمكن لكم أن لا تقبلوه، ولكنني أرى السبب في تراجع شعبية الحكومة هو وعودها الكثيرة بتحسين الأوضاع، وخيبة الأمل التي سادت لدى الجمهور الذي اكتشف أنّها غير قادرة على تحقيق هذه الوعود.
فإذا نظرنا إلى أسعار الكهرباء التي وعد كريسترسون بدعمها فلم يحصل شيء من هذا. وإذا نظرنا إلى أسعار الوقود (بنزين وديزل) فالقروش التي تمّ إنفاقها عبر تقليص الضرائب لم تؤثّر على شيء، ناهيك عن أنّ قواعد الاتحاد الأوروبي تعقّد الأمر أيضاً. والرهون العقارية وتخفيفها عانت من المصير ذاته.
لا يمكنني أن أتنبأ بالمدى الذي ستنخفض فيه شعبية الحكومة السويدية في الفترات القادمة، خاصة أنّها لن تتمكن من حلّ الكثير من المشاكل وستقف متفرجة على تفاقم هذه المشاكل أحياناً، لكنّ كلمات كريسترسون عن أنّ «الجميع يفهم أننا لم نحظَ بالوقت الكافي لحلّ المشاكل التي تراكمت خلال ثمانية سنوات في غضون ثمانية أسابيع» ليست مطمئنة بأيّ حال للذين يعيشون في السويد.

 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©