أعلنت الحكومة السويدية عن نيتها التحقيق في عمل الشركات الخاصة التي تقدم خدمات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وسط مخاوف من أن بعض هذه الجهات تستغل الأفراد الباحثين عن إجابات وتقدم التشخيصات مقابل المال. وزير الشؤون الاجتماعية، ياكوب فورسميد، صرح بأن هناك مؤشرات على وجود "هيكل يسمح ببيع التشخيصات مقابل المال"، مما يثير مخاوف بشأن دقة هذه التقييمات وتأثيرها على نظام الرعاية الصحية في البلاد. انتشار واسع لسوق التشخيصات الخاصة في السويد، يزداد عدد الشركات الخاصة التي تقدم فحوصات ADHD، وغالبًا ما تروج لنفسها من خلال الإعلانات التي تسلط الضوء على المواعيد القصيرة والنتائج السريعة، وحتى إمكانية إجراء الفحوصات عن بُعد. وتختلف تكلفة التقييمات بين 10,000 و30,000 كرونة سويدية، وفي بعض الحالات، تقدم الشركات وعودًا برد الأموال في حال عدم الحصول على التشخيص. "يجب أن نضمن أن الرعاية تُقدم من جهات موثوقة وليس من قبل أشخاص يسعون وراء الربح من خلال تقديم تشخيصات غير دقيقة"، أضاف فورسميد. التحقيقات الحكومية والتدابير الرقابية في خطوة لتشديد الرقابة، كلفت الحكومة هيئة الرعاية والتحليل الصحي بدراسة المخاطر المرتبطة بهذا النوع من الرعاية الصحية الخاصة، بينما ستتولى هيئة التفتيش على الرعاية الصحية (Ivo) الإشراف على بعض هذه الشركات. وحول الإجراءات المحتملة، أوضح فورسميد أن الهدف "ليس حظر هذه الشركات، بل التأكد من التزامها بالقوانين والمعايير الطبية"، مشيرًا إلى أن الجهات الرقابية تمتلك صلاحيات تشمل فرض غرامات مالية وحتى إغلاق المنشآت غير الممتثلة. تشخيصات ADHD في تزايد مستمر وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الخدمات الاجتماعية السويدي (Socialstyrelsen)، شهدت السويد ارتفاعًا حادًا في عدد التشخيصات الخاصة باضطراب فرط الحركة خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد الحالات المسجلة بنسبة 50% في غضون ثلاث سنوات فقط. حاليًا، يُقدر أن 10% من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا في السويد لديهم تشخيص ADHD، وهي نسبة يُتوقع أن ترتفع إلى 15% قبل أن تستقر. كما أن 70% من الزيارات الطبية في أقسام الطب النفسي للأطفال والمراهقين (BUP) تتعلق بتشخيصات ADHD، مما يشكل ضغطًا هائلًا على نظام الرعاية الصحية. يشير فورسميد إلى أن "التشخيصات التي يتم تقديمها مقابل المال قد تضر بمصداقية النظام الصحي"، حيث يمكن أن تؤدي إلى توصيات علاجية غير دقيقة، أو تفويت مشكلات صحية أخرى قد يعاني منها المرضى. الجدير بالذكر فإن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة عصبية تؤثر على التركيز والتحكم في الانفعالات والنشاط الحركي. غالبًا ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة، لكنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على الأداء الدراسي والمهني والاجتماعي. تشمل العلاجات المتاحة الأدوية، والعلاج السلوكي، وتقديم استراتيجيات دعم للتكيف مع التحديات اليومية.