أعاد العمّال وأصحاب العمل التفكير في أهمية المرونة في مكان العمل والحديث حول دوام عمل 4 أيام في الأسبوع بعد جائحة كوفيد-19، وسيتقاضون نفس الأجر ويكسبون نفس المزايا، ولكن بنفس عبء العمل.بدوره، ستعمل الشركات التي تقلل أسبوع عملها من خلال اجتماعات أقل وعمل أكثر استقلاليةً. وفي هذا السياق، يقترح المدافعون عن هذا الدوام أنه سيزيد رضا العمال، وكذلك الإنتاجية.بلجيكا: تقدّم دوام عمل لمدة 4 أيام في الأسبوع للموظفين الذين يريدون ذلكدخل مشروع القانون حيّز التنفيذ في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مما يسمح للموظفين بتقرير ما إذا كانوا سيعملون 4 أو 5 أيام في الأسبوع. هذا يعني أنه سيكثّفون ساعات عملهم في أيام أقل.من جهته يأمل رئيس الوزراء البلجيكي ألكساندر دي كرو Alexander de Croo أن يجعل التغيير سوق العمل البلجيكي الصارم أكثر مرونةً ويسهّل على الناس الجمع بين حياتهم العائلية والمهنية. وأضاف أيضاً أن دوام عمل 4 أيام في الأسبوع يجب أن يخلق اقتصاداً أكثر ديناميكية.في المقابل إن فكرة دوام عمل 4 أيام في الأسبوع لا يروق للجميع، حيث سيعمل بعض الموظفين كثيراً إذا اختاروا تكثيف ساعات عملهم، والبعض الآخر مثل عمّال المناوبة، لن يكون لديهم ببساطة خيار هذه المرونة.المملكة المتحدة: رحّبت بدوام عمل لمدة 4 أيام في الأسبوعأشادت الشركات في المملكة المتحدة التي أجرت تجربة دوام عمل 4 أيام في الأسبوع لمدة 6 أشهر بأنها "ناجحة للغاية"، وكان هدفها دراسة تأثير ساعات العمل الأقصر على إنتاجية الشركات ورفاهية عمّالها، وكذلك التأثير على البيئة والمساواة بين الجنسين.يُذكر أنه اشتركت حوالي 70 شركة بريطانية وأكثر من 3300 موظف في التجربة، الذي يديرها باحثون في جامعتي كامبريدج وأكسفورد وكلية بوسطن، بالإضافة إلى مجموعات المناصرة غير الربحية 4 Day Week Global و4 Day Week UK وUK think tank Autonomy.في سياق ذلك قالت حوالي 86% من الشركات التي شاركت في التجربة إنها "من المحتمل جداً" أو "من المحتمل" أن تفكر في الاحتفاظ بسياسة دوام عمل 4 أيام في الأسبوع بعد الفترة التجريبية، وفقاً لمسح شهده مشاركة 41 من 70 منظمة تختبر أسبوع العمل الأقصر. وقال مدير حملة دوام 4 أيام في الأسبوع في المملكة المتحدة جو رايل Joe Ryle: «من المقرر أن نبدأ برامج مماثلة في الولايات المتحدة وأيرلندا، مع تخطيط المزيد في كندا وأستراليا ونيوزيلندا».Foto : pixabay - التقاعد عن العمل في المملكة المتحدةإسبانيا: تبدأ مرحلة تجريبية لدوام عمل 4 أيام في الأسبوعبعد أن أعلن الحزب اليساري الصغير Más País في إسبانيا العام الماضي 2022 أن الحكومة وافقت على طلبه بإطلاق برنامج تجريبي لدوام عمل 4 أيام في الأسبوع، أطلقت إسبانيا مشروعاً تجريبياً في ديسمبر/ كانون الأول 2022.يُذكر أن البرنامج سيساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في تقليص أسبوع عملها بمقدار نصف يوم على الأقل دون تخفيض الرواتب، وهو اختبار لمعرفة ما إذا كان يمكن زيادة الإنتاجية. في سياق متصل قالت وزارة الصناعة الإسبانية إن الشركات التي تنضم إلى البرنامج يمكن أن تحصل على مساعدة من صندوق حكومي بقيمة 10 ملايين يورو، لكن يجب عليها تصميم طرق لزيادة الإنتاجية، وتنفيذ هذه التحسينات في غضون عام، كما يجب أن تبقى الشركة في البرنامج لمدة عامين على الأقل.بالنسبة للسنة الأولى من التجربة، ستموّل الحكومة جزئياً تكاليف الأجور، وستساعد في تمويل التدريب لتحسين الكفاءة، ويمكن فقط للعمّال الذين لديهم عقد دائم بدوام كامل المشاركة.السويد: ردود فعل متباينة على دوام العملفي السويد، تم اختبار دوام عمل لمدة 4 أيام في الأسبوع بأجر كامل عام 2015 مع نتائج مختلطة، وكان الاقتراح هو تجربة أيام عمل مدتها 6 ساعات بدلاً من 8 ساعات دون خسارة في الراتب، لكن لم يكن الجميع مسروراً بفكرة إنفاق الأموال على التجربة. حتى الأحزاب اليسارية اعتقدت أن تنفيذ ذلك على نطاق واسع سيكون مكلفاً للغاية.في المقابل تمت ملاحظة نتائج إيجابية داخل وحدة جراحة العظام في مستشفى جامعي، والتي حوّلت 80 ممرضاً وطبيباً إلى العمل لمدة 6 ساعات يومياً وتوظيف موظفين جدد لتعويض الوقت الضائع، وكانت استجابة الطاقم الطبي إيجابيةً، لكن التجربة أيضاً واجهت انتقادات كثيرة ولم تتجدد.مع ذلك، اختارت بعض الشركات، مثل شركة تويوتا لصناعة السيارات، الاحتفاظ بساعات عمل مخفّضة لعمّالها.Foto : pixabay - بيئة العمل في السويدألمانيا: الشركات الناشئة تختبر أسبوع العمل الأقصرتعد ألمانيا موطن واحد من أقصر متوسط أسابيع العمل في أوروبا، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، حيث يبلغ متوسط أسبوع العمل 34.2 ساعة. ومع ذلك، فإن النقابات العمالية تطالب بمزيد من التخفيضات في ساعات العمل.ووفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته منصة Forsa، فإن 71% من الأشخاص العاملين في ألمانيا يرغبون في الحصول على خيار دوام عمل 4 أيام في الأسبوع، وقال أكثر من ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع بقليل إنهم يؤيدون استكشاف الحكومة لإدخال محتمل لأربعة أيام في الأسبوع، وأيّد أكثر من 2 من كل 3 أرباب العمل هذا.من جهة أخرى يعتقد 75% أن دوام عمل 4 أيام في الأسبوع ستكون مرغوبة للموظفين، مع شعور الغالبية 59% أنه ينبغي تحقيقها لأصحاب العمل أيضاً، وذكر ما يقرب من نصف أصحاب العمل (46%) إنهم يرون أن تطبيق هذه التجربة في مكان عملهم "أمر ممكن".ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تنفيذ مثل هذا الإجراء أو مناقشته، فحتى الآن الشركات الناشئة الأصغر هي التي تختبر أسبوع عمل أقصر.الولايات المتحدة وكندا: اهتمام قوي لدوام عمل 4 أيام في الأسبوعوفقاً لمسح أجرته شركة Qualtrics الأمريكية إن 92% من العمال الأمريكيين يؤيدون تقصير أسبوع العمل، حتى لو كان ذلك يعني العمل لساعات أطول. حيث أشار الموظفون الذين شملهم الاستطلاع إلى تحسّن الصحة العقلية وزيادة الإنتاجية.في سياق متصل يقول 3 من كل 4 موظفين (74%) إنهم سيكونون قادرين على إكمال نفس القدر من العمل في 4 أيام، لكن معظمهم (72%) يقولون إنهم سيضطرون إلى العمل لساعات أطول في أيام العمل للقيام بذلك.بالنسبة لكندا، وجد بحث أجرته وكالة توظيف عالمية شمل 1000 من أرباب العمل العاملين في المكاتب في كندا، أن 41% من أصحاب العمل الكنديين يفكرون في جداول بديلة وأساليب عمل جديدة، في أعقاب جائحة كوفيد-19، ووجد المسح أن 51% من الشركات الكبيرة التي تضم أكثر من 500 موظف "من المرجح أن تنفذ أسبوع عمل لمدة 4 أيام".بالمقارنة، فإن 63% من المؤسسات متوسطة الحجم التي تضم 100-500 موظف تقول إنها مستعدة لتنفيذ أسبوع عمل أقصر.بالإضافة إلى ذلك، كان غالبية العمال الكنديين العاملين بدوام كامل (79%) على استعداد لتقصير أسبوع العمل الذي يستغرق 5 أيام في الأسبوع إلى 4 أيام، وفقاً لتقرير جديد صادر عن Maru Public Opinion.[READ_MORE]