إنّه الرجل الأكثر مديونية للدولة في تاريخ السويد. ولد فيلغوت يوهانسون Vilgot Johansson في 1932 في Skärhamn في بلديّة Tjörn. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام مع أخيه لارس بإحياء عمل العائلة ببيع الوقود على طول ساحل Bohuslän لصالح شركة شيل مع قارب الشحن "هيرو"، ولم يكن يدرك أنّه سيصبح الرجل الأكثر مديونية للدولة في السويد.في 1951 دخل كشريك في شركة شحن، وامتلك ناقلة نفط ساحليّة صغيرة: "Ängö". تمكّن بالتعاون مع شقيقه لارس وصولاً إلى السبعينيات من بناء شبكة معقدة من الأعمال المنظمة المجموعة تحت اسم "مجموعة يوهانسن"، ووصلت إلى مرحلة كان فيها عدد موظفيها أكثر من 3 آلاف موظف.كان الشقيقان يسميان أوناسيس، تيمناً بأثرى رجل شحن في العالم، وصاحب أكبر أسطول شحن خاص: اليوناني أوناسيس.بداية المسألةفي الثمانينيات من القرن العشرين، أطلقت الدولة السويدية مساهمة ودعماً هاماً لصناعة الشحن وبناء سفن الشحن، على شكل ضمانات بنكية. تمكّن فيلغوت وشقيقه لارس من أخذ قروض كبيرة بضمانة الحكومة. لكن خلال شتاء/ربيع 1982، فشلت معظم مشاريع وعمليات مجموعة يوهانسن أثناء أزمة صناعة الشحن، وأفلست معظم الشركات داخل المجموعة. كانت أكبر الشركات في المجموعة هي Salénkonkursen, Consafe , Uddevallavarvet.أطلقت الدولة السويدية مساهمة ودعماً هاماً لصناعة الشحن وبناء سفن الشحنكان تسييل الشركات (تحويلها إلى سيولة بهدف سداد ديونها بعد الإعلان عن إفلاسها) أمراً مرهقاً ومعقداً، ولم يتم إتمام معظم حالات إعلان الإفلاس إلّا في نهاية الثمانينيات.على مدى عشرين عاماً، حاول "مكتب الديون Riksgäldskontoret" المسؤول عن تحصيل ديون الدولة، أن يضع خطّة سداد للديون مع فيلغوت، لكن دون الوصول لنتيجة. لهذا قام المكتب برفع دعوى ضدّه أمام محكمة مقاطعة Stenungsund في عام 2000.حاول "مكتب الديون Riksgäldskontoret" المسؤول عن تحصيل ديون الدولة، أن يضع خطّة سداد للديونالبدء بملياركانت الديون والفوائد التي طالب بها مكتب الديون في البدء هي أكثر من مليار كرون، وكان المكتب قد توصّل مع لارس يوهانسون، شقيق فيلغوت، إلى تسوية يتم فيها تسديد المبلغ على دفعات.أصدرت محكمة الاستئناف حكمها في 2003 بأنّ على فيلغوت أن يسدد 192 مليون، منها مصاريف قضائية بقيمة 3 مليون كرون. كما حكمت بأن يسدد فيلغوت فوائد المبلغ، ليصبح مديناً في وقت حكم المحكمة بمبلغ 400 مليون كرون.قال فيلغوت معلقاً ذات مرّة: هذا أمر غير عادل على الإطلاق بالنسبة لشخص عمل طوال حياته من أجل التوظيف والأعمال. بالأخذ بالاعتبار الشرط الذي كان موجوداً في الضمان، أعتقد أنّه من العار عدم شطبه.حاول فيلغوت التوصل عدّة مرّات إلى تسوية مع الدولة لشطب الدين، أو إعادة هيكلته، ولكنه لم ينجح. حاول رفع دعاوى ضدّ الدولة في الأمر، ووصل بدعواه إلى المحكمة العليا.يزداد الدين بسبب الفوائد بمقدار 21.845 كرون يومياً، وقد وصلت الزيادة في الدين خلال عام واحد بمقدار 7.7 مليون كرون. الأمر أشبه بالكابوس وفقاً لفيلغوت.لا أحد مقتنع أو ينتظر أن يسدد فيلغوت – وهو المتقاعد المفلس – ما عليه من ديون، والتي بلغت حتّى نهاية عام 2021 مبلغ 428 مليون كرون. سيقوم فيلغوت بمحاولة أخرى لطلب إعادة جدولة الدين أمام المحكمة العليا.توفي فيلغوت في 23 يوليو من عام 2023 عن عمر 90 عاماً. وقد علّق ابنه بأنّ الأمر يصعب التعليق عليه، ولكنّهم حزينون على خسارتهم أكثر.