يبدو أن الروس يتطلعون إلى إنهاء الحرب، ولكن ليس لأسباب سياسية فقط، بل لأسباب غير متوقعة تتعلق برغبتهم في استعادة الحياة الطبيعية، والتي تشمل توفر المنتجات الغربية في الأسواق، وأبرزها منتجات "إيكيا"، وفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست. التقارب الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين دفع الشارع الروسي إلى الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها، بما في ذلك إعادة فتح الأسواق أمام العلامات التجارية الغربية. وأكد كيريل دميترييف، المبعوث الروسي للتجارة، خلال اجتماع في السعودية، أن الشركات الأميركية قد تعود إلى روسيا بحلول الصيف المقبل، مما عزز هذه التطلعات بين المواطنين الروس. وفي نفس الاجتماع، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن إنهاء الحرب يمكن أن يفتح الباب أمام "تعاون اقتصادي تاريخي محتمل" بين موسكو وواشنطن. حنين إلى الحياة الطبيعية تعكس آراء المواطنين الروس رغبة قوية في العودة إلى حياة طبيعية بعيداً عن العزلة الاقتصادية التي فرضتها العقوبات الغربية. يقول مسؤول حكومي روسي، فضل عدم الكشف عن هويته، لصحيفة واشنطن بوست: "الجميع متعب من العيش في عزلة بينما تواصل بلادنا الحرب في أوكرانيا. للمرة الأولى منذ سنوات، نشعر ببصيص من الأمل." في استطلاع للرأي، أشار الروس إلى أنهم يفتقدون بشكل خاص منتجات "إيكيا"، والأجهزة الإلكترونية الغربية، والسيارات الأوروبية. اقرأ أيضاً: كرستيرسون عن خطة ترامب: "إذا كانت مفيدة لأوكرانيا فأنا أؤيدها" العلامات التجارية.. أكثر من مجرد منتجات رغم أن العديد من الشركات العالمية انسحبت من السوق الروسية منذ اندلاع الحرب، فإن غيابها لم يكن مجرد فقدان سلع استهلاكية، بل أثّر على الشعور العام بالحياة الطبيعية والانفتاح على العالم. يقول أحد أطباء الأسنان في موسكو: "العلامات التجارية العالمية، وشركات الطيران الدولية، ووسائل الدفع الغربية تمنحك إحساساً بأنك جزء من العالم. وجودها في البلاد يخلق شعوراً بأنك لا تزال تعيش في دولة طبيعية إلى حد ما." وأضاف مسؤول حكومي آخر: "الأمر لا يتعلق فقط بالعلامات التجارية بحد ذاتها، بل بما تمثله من مظاهر حياة طبيعية نفتقدها بشدة." حتى تناول وجبة كرات اللحم السويدية الشهيرة في مطاعم "إيكيا" أصبح رمزاً للانفتاح، حيث يرى البعض أن العودة إلى تلك اللحظات البسيطة تعني أن روسيا لم تعد معزولة خلف "ستار حديدي" جديد. اقرأ أيضاً: خبير يحذر: بوتين قد يسعى لإخراج السويد من الناتو عبر مفاوضات مع ترامب أمل في إنهاء العزلة يرى الكثير من الروس أن السنوات الثلاث الماضية كانت بمثابة حالة من "انقطاع النفس"، حيث يقول أحد المواطنين: "لقد أخذنا نفساً عميقاً منذ ثلاث سنوات، وكأننا ننتظر اللحظة التي يمكننا فيها التنفس مرة أخرى. ربما حان الوقت الآن للقيام بذلك – ولكن بحذر شديد." يبدو أن الرغبة الروسية في إنهاء الحرب لم تعد مجرد مطلب سياسي، بل باتت مرتبطة بتوق إلى حياة طبيعية، وإلى لحظات من البساطة افتقدوها في ظل عزلة اقتصادية فرضت واقعاً صعباً على المواطنين.