مجتمع

الريكان: إهمالهم قتل شقيقي وموهبته والكومون يشرح "لأكتر" ما حدث

Aa

الريكان: إهمالهم قتل شقيقي وموهبته والكومون يشرح "لأكتر" ما حدث

الريكان: إهمالهم قتل شقيقي وموهبته والكومون يشرح "لأكتر" ما حدث

بكثير من الأمل يحمل واحدنا موهبته وواقعه ويفرّ من خطر أو ظلم في بلاده الأصلية، ليصل إلى السويد وهو يعتقد بأنّه وصل إلى حيث بداية طريق الحلم الذي يمكنه أن يوظف من خلاله موهبته. لكن تبدأ العقبات بالتراكم، ويبدأ طريق الحلم بأن يصبح طويلاً أكثر من قدرتنا على الاحتمال. ثمّ فجأة يخطف القدر آخر أنفاسنا فنودّع هذا العالم إلى عالم الغيب. هذه قصّة سيف فصال الريكان، الذي جاء إلى السويد لاعب كرة قدم مفعماً بالأمل، لتنتهي حياته غرقاً في بحيرة شمال أوبسالا.

جاء سيف فصال الريكان إلى السويد من العراق في عام 2018 بعد أن تبيّن بأنّه – وفقاً لما قاله شقيقه السيد عكاب الريكان – مستهدف من قبل مجموعات إرهابية. شرح لنا عكاب بأنّ أحد أسباب استهداف شقيقه سيف أنّه ابن محافظ الأنبار في عام 2006، والذي توفي نتيجة عمل إرهابي بعد مقاتلته الإرهاب أثناء ثورة العشائر.

سيف الريكان

أماكن نفي واحتجاز

تقدّم سيف بطلب الحماية واللجوء في السويد، ولكن مصلحة الهجرة رفضت طلبه عدّة مرات.

يقول عكاب، شقيق سيف، بأنّه قد تعرّض لمعاملة عنصرية أثناء وجوده في السويد، حيث أنّه وفقاً لكلام عكاب: "كان يخبر المحامي الذي عينوه له بما يتعرّض له بشكل شفهي، وكان المحامي يستغرب هذه الطريقة بالتعامل".

وضّح عكاب بأنّ شقيقه سيف كان لاعب كرة قدم لديه خبرات كبيرة، وبأنّه تواصل مع عدد من الأندية في السويد وخارجها. وفقاً لكلام السيد عكاب، فقد حصل سيف على موافقة مبدأية من بعض هذه الأندية للانضمام إليها، ولكن بسبب عدم منحه إقامة، وكذلك بسبب تغيير سكنه بشكل دائم، لم تتمكن هذه الأندية من ضمّه إليها.

سيف الريكان - خاص أكتر

الغرق في البحيرة

يقول عكاب بأنّ شقيقه سيف بات وحيداً في شمال السويد، فأصدقائه الذين كان يسكن بصحبتهم غادروا إلى وسط وجنوب السويد، فما كان منه إلّا أن انتقل إلى أوبسالا.

بتاريخ 24-7-2021 كان الشاب سيف يسبح بصحبة رفاقه في بحيرة Björklingebadet في Sandviksbadet شمال أوبسالا. ثمّ جاءت الأحداث المؤسفة بإصابته بمشكلة منعته من متابعة السباحة ليتوفى غرقاً بحادث طبيعي، وفقاً لما قالته الشرطة السويدية.

يقول عكاب بأسى بأنّ شقيقه كان رياضياً وسباحاً، وأن غرقه مأساة له ولعائلته. ويضيف بأنّ وفاة سيف كان بالإمكان تجنبها لولا إهمال بلدية أوبسالا، حيث لم تضع أدوات إنقاذ أو أمان، ولم تضع لافتات تحذيرية للسباحين، الأمر الذي أدّى إلى عدم قدرة رفاق سيف على إنقاذه.

زودنا السيد عكاب بصور من موقع الحادث في البحيرة قبل وفاة شقيقه، حيث لم يكن هناك وجود لأدوات ومعدات الإنقاذ، وصور تالية يظهر فيها وجود هذه المعدات.

البحيرة ما قبل الحادث

بلدية أوبسالا

تواصلنا في "أكتر" مع بلديّة أوبسالا نسألهم فيها عن ردّهم على الاتهامات الموجهة ضدّهم بالإهمال، فكان ردهم طويلاً نورده بشكل موجز:

«... بلدية أوبسالا مسؤولة وفقاً لقانون الحماية من الحوادث LSO أن تؤمن منشأة البحيرة إلى حدّ معقول بإبقاء المعدات لحماية حياة الأشخاص. والحدّ المعقول وفقاً لوصف "خدمة الإنقاذ الوطنية" بالنسبة لمعدات الإنقاذ في المستوعبات المائية والموانئ والأرصفة ومناطق الاستحمام والمرافق المماثلة القريبة من الماء هي من بين أمور أخرى: عوامة نجاة... وأن يتم وضعها في الأماكن التي تكون فيها مخاطر الحوادث عالية بشكل خاص أو حيث يتوقع وجود عدد كبير من الناس بحيث لا تكون أبعد من 100 متر... وفقاً للقانون على البلدية أن تتفقّد معدات إنقاذ الحياة في المكان وكونها فاعلة وجاهزة ومرئية...».

تتابع البلدية جوابها عن المسؤول عن تفقد معدات النجاة: «... وفي Sandviksbadet هناك عوامات نجاة موضوعة على بعد 70 متر، وهناك شركة حماية تقوم بدوريات يومية على طول البحيرة من أجل تفقد وجود العوامات في مكانها. ووفقاً للتقرير القادم من اليوم السابق للحادثة، كانت جميع عوامات النجاة في مكانها في الساعة 20:53 (لدى منصّة أكتر نسخة عن التقرير) ...». 

ثمّ تبرر البلدية لماذا لم يكن هناك في وقت الحادثة عوامات نجاة: «يمكن للعامة استخدام عوامات النجاة، وقد تصادف ذلك اليوم أنّ العامّة قد حركوا العوامات المتاحة من مكانها... في هذه الحالة، شركة الحماية مهمتها ضمان وجود معدات الحماية في المكان الصحيح وقت التفتيش.».

وتتحدث البلدية عن إشارات التحذير غير الموجودة بعدم وجود قانون حالي ينظم كيفيّة استخدام الإشارات والتحذيرات، وأنّ البلدية تستخدمها لتحذير الزوار من السباحة في الأماكن التي تحتاج لذلك.

وتنهي البلدية بالقول بأنّها وضحت لنا عدم وجود إهمال من طرفها، وأنّها لم تخرق أيّ قوانين.

البحيرة ما بعد الحادث

ماذا الآن؟

وفقاً للسيد عكاب فعائلة المتوفى سيف لا تزال تأخذ بالاعتبار الإجراءات القانونية التي ستتخذها بحقّ البلدية. ولكنّه وكما يقول في سياق منفصل: "عانى ابننا سيف قبل وفاته من انتظار طويل حمل من الصبر والتعب الكثير الذي استنزف حياته وطموحاته الرياضية، وحقّة بالتعليم والحياة الحرة الكريمة...".

حاولنا في منصّة "أكتر" الحصول على معلومات عن الأندية الرياضية التي تواصل معها سيف الريكان قبل وفاته والتي يعلنون فيها عن قبوله بشكل مبدأي في صفوفهم، كي نقوم على أساس هذه المعلومات بمساءلة مصلحة الهجرة صحفياً عن سبب رفضهم منحه الإقامة طالما أنّ عقد عمله جاهز، ولكن لم يستطع السيد عكاب شقيق المرحوم إيجاد الوثائق التي كان سيف يخبره عنها، والتي يبدو أنّها محفوظة إلكترونياً ولم يعد من الممكن الوصول إليها، باستثناء مراسلات هامة بينه وبين نادٍ ألماني لكرة القدم.

نتمنى العزاء لأهل سيف الريكان، والحظّ لكلّ من ينتظر قراراً من مصلحة الهجرة قد يغيّر حياته. وفي النهاية يبقى الأمل مصاحباً لنا جميعاً بألّا يقتل أحد أو بيروقراطية أو عنصرية أو أيّ شيء آخر أحلامنا ومواهبنا.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©