أخبار السويد

الرِنةّ السويدية بين العيش بسلام أو الموت

الرِنةّ السويدية بين العيش بسلام أو الموت image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

الرِنةّ السويدية بين العيش بسلام أو الموت

Foto Heiko Junge

بالنسبة للقادمين الجدد إلى شمال أوروبا، ستبدو تربية الرِنّة مجال عملٍ خاصّ بالسويد. لكن في السابمي الممتدّة على طول شمال النرويج والسويد وفنلندا وروسيا، رعي الرِنّة ممارسة قديمة جدّاً.

السابمي Sápmi هي المنطقة التي كانت موطناً لشعب السامي الموجودون منذ آلاف السنين، ولطالما كان رعي الرِنّة محورياً في ثقافتهم وطريقة كسب رزقهم.

لارس ميغيل أوتسي، النائب في البرلمان السويدي، هو من شعب السامي. يعمل أوتسي في مجال اللغة والتعليم، لكنّه يعمل أيضاً في تربية الرِنّة. يقول أوتسي: يسهل على الأشياء الجميلة والسياحية التي نراها أن تمتصنا، لكنّها أيضاً تدفعنا لنسيان التحديات السياسية التي نواجهها.

FotoMalin Moberg
الرِنةّ السويدية بين العيش بسلام أو الموت

السياسة ورعي الرِنّة

يعتمد رعي الرِنّة على قدرة الوصول إلى المراعي المجانية. لكن تمّ وضع قيود على هذا الوصول بشكل كبير عندما قامت الدولة السويدية بمصادرة الأراضي من السامي خلال الاستيطان الاستعماري الذي بدأ منذ القرن الثاني عشر.

في 1971 صدر القانون الساري المتعلق بتربية الرِنّة «Rennäringslagen»، وينصّ على أنّ من يعود بنسله إلى السامي لديه الحق باستخدام الأرض والمياه لرعي الرِنّة، وأنّ قطعان الرِنّة يجب أن تنتمي لقرى السامي.

لكنّ القانون تعرّض لانتقادات كثيرة لكونه أراد حماية الجوانب الاقتصادية، بينما أهمل الجوانب الأخرى لمجتمع السامي التي تحتاج للحماية.

انتقدت جمعية السامي الوطنية السويدية القانون لتدوينه دون استشارة سكان السامي، ولعدم ضمان حقوق بقيّة أفراد قرى السامي «رغم كونها تحمل اسم قرى، فهي ليست قرى بالمعنى المعروف، بل هي مجتمع إداري مرتبط بمنطقة جغرافية أكبر» الذين لا يكسبون لقمة عيشهم من رعي الرِنّة.

FotoHeiko Junge
رعي الرِنّة

ليست مجرّد رِنّة

يقول أوتيس: «ليس الأمر متعلقاً بمجرّد تربية الرِنّة بحدّ ذاته... لكنّ الكثير من ثقافة السامي تعتمد على تربية الرِنّة. تعتمد ثقافة الغذاء بشدّة على لحم الرِنّة والمكونات المستخرجة من رعيها. هناك حِرفٌ يدوية أيضاً، فهناك من يحتاج قرونها، ومن يستخدم الجلد والأوتار. لدينا بيئة فنيّة كبيرة نمت من ثقافة السامي المتمحورة حول الرِنّة».

حصل السامي في 2020 على حكم محكمة تاريخي أكّد على المزيد من الحقوق لهم، لكنّه قوبل بردّ فعل عنيف، وعنصريّ بغالبه، من معارضي القرار. تلقى الكثيرون من رعاة السامي تهديدات، أو حتّى وجدوا حيواناتهم مقتولة عمداً مع بعض الحالات التي تمّ تعذيبهم بها.

تهاجر الرِنّة بشكل موسمي، وبالتالي هي بحاجة لمراعي شاسعة. يقول البعض أنّه من شبه المستحيل تغيير نمط هجرة الرِنّة، وبأنّهم كانوا بحاجة لنقلها بالسيارات عند سدّ الطريق أمامها.

FotoDmitry Lovetsky
تهاجر الرِنّة بشكل موسمي، وبالتالي هي بحاجة لمراعي شاسعة

لا تزال قضيّة الرِنّة ومن يفترسها محلّ نقاش في السياسة السويدية. فمع وجود العديد من الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل الذئاب والدببة التي تترصّد بها في الغابات، فهي تواجه مخاطر كبرى خلال الموسم. تشير التقديرات إلى كون ربع حيوانات الرِنّة يتمّ قتلها على يد الحيوانات المفترسة سنوياً، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة 10% التي سمح بها البرلمان. لكنّ هناك معارضة سياسية ضدّ صيد الحيوانات المفترسة في الكثير من الأماكن في السويد، وغالباً من منظور حقوق الحيوان.

يقول أوتسي: «أعتقد بأنّ قلّة قليلة يفهمون مدى تأثير الحيوانات المفترسة على تربية الرِنة... إذا تخيّل المرء أن مزرعة تخسر 20-30% من محصولها السنوي كلّ عام، فسيكون لدينا مقاربة مفهومة».

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©