السويدية تانيا غوميز: من عارضة أزياء إلى المطلوبة الأولى في عالم المافيا الأوروبية

في زوايا مظلمة من عالم الجريمة الأوروبية، تبرز شخصية تانيا غوميز Tania Gomez، السويدية البالغة من العمر 31 عاماً، كواحدة من أخطر النساء المطلوبات على مستوى القارة. فهذه الشابة متهمة بجرائم ليست بالهينة، تتراوح بين تهريب المخدرات وغسيل الأموال، وحتى الارتباط بشبكات الجريمة المنظمة.

Source

تأتي هذه الأخبار في إطار الحملة السنوية التي تنظمها "يوروبول" كل نوفمبر/تشرين الثاني، والتي تستهدف تعزيز التعاون بين السلطات والجمهور في كافة الدول الأوروبية لتتبع والقبض على المطلوبين. ففي آخر تحديث لقائمتها لعام 2023، التي تشمل نحو 60 فرداً من جنسيات متنوعة، أدرجت يوروبول ثلاثة أشخاص من السويد ضمن قائمة الهاربين المطلوبين للعدالة في أوروبا لهذا العام، متهمين بارتكاب جرائم مخدرات جسيمة، بما في ذلك رجل في الثالثة والثلاثين من عمره، يُعتبر شديد الخطورة.

أما كاثرين دي بول Catherine De Bolle، رئيسة يوروبول، فقد أشارت في تصريحاتها إلى أن هؤلاء المجرمين يهربون من دولة إلى أخرى في محاولة للهروب من قبضة العدالة.

إحدى أخطر النساء المطلوبات في أوروبا.. من هي تانيا غوميز؟

Source

أحد أهم المطلوبين المدرجين في القائمة هي تانيا غوميز، الشابة السويدية التي تمتاز بعيونها البنية وقامتها التي تصل إلى 160 سم، وتجيد التحدث بالإسبانية والسويدية، والتي أصبحت محور اهتمام السلطات الأوروبية بسبب أفعالها الخطيرة، حيث صدرت بحقها مذكرة اعتقال في جميع أنحاء أوروبا لتورطها بتهريب المخدرات وغسيل الأموال، لتصبح بذلك إحدى أخطر أعضاء عالم مافيا المخدرات وأكثر امرأة مطلوبة في أوروبا.

غوميز، المعروفة سابقاً كعارضة أزياء ومؤسسة لمنظمة (HundGärin) لإنقاذ الكلاب التي تمتلك أكثر من 5000 متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، وجهت لها اتهامات خطيرة في هذا الخصوص أيضاً، إذ تبين أن واجهتها الخيرية لم تكن سوى ستار لأعمالها الإجرامية، بما في ذلك تجارة الحيوانات وتهريب المخدرات وغسيل الأموال، فقد كانت تتظاهر بإنقاذها للحيوانات الضالة بينما كانت في الحقيقة تتاجر بهم.

غسيل أموال يصل إلى 220 مليون كرونة

كما أن تورطها في عمليات مكتب الصرافة (World Exchange)، المتهم بغسيل مبالغ تصل إلى 220 مليون كرونة سويدية لصالح 16 شبكة إجرامية مختلفة، أصبح حديث الساعة. ففي يونيو (حزيران) 2020، داهمت الشرطة السويدية مقر مكتب الصرافة (World Exchange) في سودرمالم، ستوكهولم، وصادرت 15 مليون كرونة سويدية، واكتشفت اسم الزعيم الرئيسي الذي يدعى "نيرون".

حدث ذلك بعد مراقبة دامت لقرابة عام، رصدت الشرطة السويدية من خلالها تردد مجرمين معروفين من عصابات مثل (Hells Angels) و(Bandidos)، إلى جانب الشبكة الإجرامية (Vårbynävretvet) وعصابة (Lejonen). وخلال تلك الفترة، لفتت امرأة سمراء تزور المكتب باستمرار انتباههم، التي تبين لاحقاً أنها غوميز نفسها.

وتشير التحقيقات إلى أن العصابة التي كانت تعمل معها تانيا متهمة بغسيل أموال تقدر بحوالي 90 مليون كرونة سويدية، وأن غوميز كانت تبادل الأموال باستمرار في المكتب، حيث زُعم أنها تمكنت في زيارة واحدة من تبادل ملايين الكرونات. بعدها، أُلقي القبض على اثني عشر شخصاً مرتبطين بمكتب الصرافة، لكن غوميز والعديد من المتهمين الآخرين لا يزالون طلقاء حتى اليوم.

ليس ذلك فحسب، بل تشير المعلومات إلى أن غوميز لعبت دوراً رئيسياً في نقل كميات كبيرة من المخدرات والأموال لصالح عصابة (OCG) في ستوكهولم.

في نهاية المطاف، تبرز تانيا غوميز كمثال صارخ على انقلاب الصورة النمطية للجريمة، من عارضة أزياء وناشطة في العمل الخيري إلى مطلوبة رئيسية في شبكات المخدرات وغسيل الأموال، إذ تُعد قصتها تذكيراً بأن أوجه الجريمة يمكن أن تكون متنوعة وغير متوقعة، وقد تختفي أحياناً وراء الأعمال الإنسانية والواجهات الاجتماعية المحترمة.

تعرف على قائمة الهاربين المطلوبين في أوروبا لعام 2023 عبر الرابط.