في زمنٍ تتقلص فيه مسافات العالم بفضل الاتصالات، وجد السويدي أحمد مصري Ahmad Massry نفسه عالقاً في قطاع غزة، الذي قصده في رحلة عائلية لزيارة أقاربه، ليصبح جزءاً من قصة يرويها للعالم، ننقلها لكم كما أوردتها SVT السويدية.يواجه المتقاعد البالغ من العمر 68 عاماً، والذي جاء من مدينة أوبسالا السويدية، واقعاً مختلفاً تماماً، حيث أصوات القصف المخيفة وانقطاع الكهرباء والمياه والحياة بين جدران محاصرة. ففي رفح، قرب الحدود المصرية، يعيش أحمد أيامه بين قلق وأمل، ويسعى لإيجاد مخرج في أقرب وقت ممكن."لا نجرؤ على الخروج، فهم يقصفون باستمرار"، بهذه الكلمات وصف أحمد واقعه المرير، وأضاف: "المياه والغذاء في تناقص، والكهرباء باتت مجرد ذكرى، وبالكاد أستطيع النوم.وتابع أحمد معاناته قائلاً: "الشعور بالتعب يطغى عليّ، وأتلقى اتصالات مستمرة من أطفالي، زوجتي وإخوتي، الذين يشاركوني نفس القلق والتوتر".لكن الصدمة الأكبر جاءت عندما تعرض منزل ذو ثلاثة طوابق في خان يونس لهجوم جوي، خسر أحمد فيه العديد من أقاربه، منهم مسنان يبلغان من العمر 65 و85 عاماً.مصير معلق وآمال متبددةومع كل هذا، لا يزال أحمد يتواصل يومياً مع وزارة الخارجية السويدية، بحثاً عن بصيص أمل وحل. وعندما يطالبهم بإجابات، يتلقى رداً غير متوقع: "لا نعلم". فعبر عن إحباطه بقوله: "كيف لا تعرفون؟ إذا لم تعرفوا، فمن سيعرف؟ من سيساعدنا؟ يبدو أن لا أحد سيقف إلى جانبنا".أما في ستوكهولم، تترقب ابنته مادلين أخبار والدها بقلق شديد، حيث قالت: "نخشى على حياة والدي، فالأمور تزداد سوءاً هناك".من جهتها، أفادت وزارة الخارجية السويدية في رسالة للتلفزيون السويدي (SVT)، بأنها قد حذرت من السفر إلى قطاع غزة منذ عقد من الزمن، وأنها تحتفظ بتجهيزات في سفارتها بمصر تمهيداً للتعامل مع أي فرصة لفتح الحدود مع غزة.