فتح مكتب حماية المستهلك السويدي «Konsumentverket» نحو 50 تحقيقاً رقابياً بحق عدد من المؤثرين والشركات الإعلانية، بسبب مخالفات تتعلق بعدم الالتزام بتمييز المحتوى الإعلاني على وسائل التواصل الاجتماعي، في مخالفة واضحة لقانون التسويق. وتشمل التحقيقات أسماء بارزة في مجال التأثير الرقمي في السويد، من بينها شركات: Therese Lindgren AB، Jocke & Jonna AB، Alice Stenlöf AB، Matilda Djerf AB، Bianca Ingrosso AB، Lucas Simonsson AB وEmelie Nilsson AB. وقد تلقّت هذه الشركات رسائل إشعار رسمية من المكتب، كما شمل التحقيق الشركات التي استعانت بهؤلاء المؤثرين لتنفيذ حملاتها الإعلانية. المسؤولية مشتركة وقالت مايا روغيمير، المستشارة القانونية في مكتب حماية المستهلك: «نعلم أن العديد من المؤثرين يتمتعون بتأثير كبير على الأطفال والشباب، ولهذا من الضروري أن يتحملوا مسؤولياتهم ويلتزموا بالقانون. للأسف، ما زلنا نرى مخالفات كبيرة في مجال التسويق عبر المؤثرين». وأضافت: «العديد من المؤثرين يروجون لمنتجات أو خدمات دون الإشارة بوضوح إلى أن المحتوى مدفوع. كما أن الشركات المعلنة تتحمل مسؤولية قانونية ويجب عليها أن تتأكد من التزام المؤثرين الذين تتعاون معهم بالقوانين». الأطفال والمراهقون الأكثر تأثراً تنتمي روغيمير إلى فريق من المحامين أمضى الأشهر الماضية في تحليل المحتوى المنشور على منصات مثل تيك توك، يوتيوب، إنستغرام وسناب شات. وأشارت إلى أن النتائج جاءت «مخيبة للآمال»، حيث تبين أن نسبة كبيرة من المؤثرين يمارسون الإعلانات المخفية، رغم وضوح النص القانوني الذي يوجب على مستخدمي وسائل التواصل إظهار الإعلانات بوضوح للجمهور. وأكدت أن الفئة الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة هم الأطفال والمراهقون، الذين يقضون وقتاً طويلاً على المنصات الرقمية، ولم يطوروا بعد القدرة الكافية للتمييز بين المحتوى التحريري والإعلاني. وأوضحت الهيئة أن عملية المراجعة استندت إلى عينات عشوائية من المنشورات، وليس إلى مراجعة شاملة لجميع محتويات الحسابات المعنية. إجراءات قانونية محتملة وسينظر مكتب حماية المستهلك الآن في الردود التي ستقدّمها الشركات والمؤثرون المعنيون. وقد تواجه الشركات والمصادر الإعلانية إجراءات قانونية، من بينها فرض قرارات مُلزمة بغرامات مالية في حال تكرار المخالفة، أو إحالة القضية إلى القضاء. يُذكر أن الغرامات قد تُفرض في حال تجاهل التعليمات أو تكرار الإعلانات المخفية بعد التنبيه.