منوعات
السويد تساهم في عودة خاتم أثري
فريق التحرير أكتر أخبار السويد
أخر تحديث
Aa
السويد تساهم في عودة خاتم أثري بعد 85 عاماً على اختفائه
عاد الخاتم الموكياني Mycenaean الذهبي البالغ من العمر 3,000 عام، والذي كان قد سُرق من متحف رودس Rhodes الأثري خلال الحرب العالمية الثانية، ثم اشتراه لاحقاً عالم مجري حائز على جائزة نوبل، ونُقل بعدها إلى المتحف في السويد حيث أعادت مؤسسة نوبل Nobel في ستوكهولم Stockholm خاتم "الختم الذهبي"، الذي يرجع للعصر الموكياني Mycenaean في اليونان، بعد ثمانية عقود.
ويصور الخاتم تمثالي "أبو الهول" sphinxes يواجهان بعضهما البعض بذيول مرفوعة وجناحين ممدودين. اكتشف الخاتم في عام 1927 في مقبرة ميوكانية في إليسوس Ialyssos في رودس Rhodes، في مدفن محلي لرجل من الطبقة النبيلة يعود تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. يغد ذلك، احتلت إيطاليا Italy رودس Rhodes في ذلك الوقت، وهو احتلال بدأ قبل الحرب العالمية الأولى واستمر حتى الحرب العالمية الثانية (1912-1947). وخلال تلك الفترة، قاد مسؤولون عسكريون إيطاليون حملةً للتنقيب المنهجي عن مواقع قديمة مختلفة، وكانت المقبرة من ضمنها. وعثروا على الخاتم الذي كان أحد كنوز القبر الموجودة في المدفن الغني بالأثاث.
في موازاة ذلك، تم إيواء الخاتم في متحف رودس Rhodes الأثري، إلى جانب مئات العناصر الأخرى التي يعود اكتشافها لأيام الاحتلال الإيطالي. وفي وقت ما خلال الحرب العالمية الثانية، سُرق الخاتم واختفى في شرفة سوق الآثار الخاصة.
حسب ما توصلنا إليه فإن الخاتم قد شق طريقه إلى الولايات المتحدة United States خلال فترة الخمسينيات أو الستينيات من القرن الماضي، عندما حصل عليه عالم الفيزياء الحيوية المجري جورج فون بيكيسي Georg von Békésy الحائز على جائزة نوبل في عام 1961 في مجال علم وظائف الأعضاء والطب. توفي بيكيسي في عام 1972، تاركاً خلفه ممتلكاته الفنية الواسعة والآثار لمؤسسة نوبل Nobel. حيث نشرت المؤسسة الأعمال في مختلف المتاحف السويدية، وذهب الخاتم الميوكاني إلى متحف البحر الأبيض المتوسط والآثار الشرقية في ستوكهولم Stockholm.
تجدر الإشارة إلى أن الجودة الاستثنائية للخاتم لم تمر مرور الكرام. حيث تعرّف مدير المتحف، عالم الآثار كارل جوستاف ستيرينيوس Carl Gustaf Styrenius، على خاتم "الختم الذهبي" كواحد من كنوز إياليسوس Ialysos التي كانت أخطر السلطات اليونانية Greek. ولأسباب غير معروفة، انزلقت فكرة إعادة اكتشاف الخاتم عبر شقوق البيروقراطية اليونانية إلى حفرة الذاكرة. ورغم أن محاولة المتحف السويدي Swedish museum المبكرة لإعادة الخاتم، بدت وكأنها هي التي انزلقت بين شقوق البيروقراطية في السبعينيات، إلا أنها كانت الأحدث في سلسلة من الانقلابات التي قامت بها السلطات اليونانية Greek الساعية إلى إعادة الأعمال المنهوبة من الدولة الغنية بالآثار.
بعد أن اخفقت محاولات السلطات اليونانية بشكل سيء للغاية، كانت محظوظةً بما يكفي لإعطائها محاولةً أخرى بعد 45 عاماً. حيث أطلقت وزارة الثقافة، مبادرة لاستكشاف القطع الأثرية المفقودة خلال الحرب العالمية الثانية في السنوات الأخيرة. هذه المرة، عُثر على سجلات الخاتم الذهبي في الأرشيف وأكدت السلطات أن خاتم "الختم الموكياني" Mycenaean الموجود في ستوكهولم Stockholm، هو بالفعل الخاتم نفسه الذي اختفى من متحف رودس الأثري، ثم تقدمت الوزارة بطلب رسمي لاستعادته.
في هذا الصدد، أجرت السفارة اليونانية في ستوكهولم بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة والرياضة، مفاوضات مع متحف البحر الأبيض المتوسط والآثار الشرقية ومؤسسة نوبل Nobel. حيث رحبت المؤسستين السويديتين بالطلب اليوناني منذ البداية، وقدمتا عن طيب خاطر المواد المحفوظة، وكذلك قدمت أي تسهيلات للتقدم في المفاوضات.
في هذا السياق، فحص خبراء المتحف الأثري الوطني، الذين ذهبوا إلى ستوكهولم لهذا الغرض، الخاتم وتم تأكيد علاقته بالسرقة التي حدثت في رودس Rhodes، مما مهد الطريق لإعادته إلى الوطن. وشكرت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني Lina Mendoni مؤسسة نوبل Nobel، والسلطات السويدية على إعادته مؤكدةً أنهم قد أظهروا احترامهم لليونان الحديثة والقديمة، وشكرت أيضاً جهودهم المستمرة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالسلع الثقافية الأثرية.