في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة السويدية عن إطلاق استراتيجية وطنية جديدة تهدف إلى مكافحة معاداة السامية وتعزيز الحياة اليهودية في البلاد، في ظل تصاعد الهجمات والاعتداءات التي يتعرض لها اليهود، بحسب ما أكدته الحكومة. وقال وزير الشؤون الاجتماعية ياكوب فورسميد (عن حزب الديمقراطيين المسيحيين) في مؤتمر صحفي: "يجب أن يكون من البديهي أن يتمكن أي شخص من ارتداء نجمة داوود أو الكيباه في الأماكن العامة دون خوف". وجاء الإعلان في وقت تشهد فيه السويد موجة متزايدة من معاداة السامية، لاسيما بعد الهجوم الواسع الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وما تلاه من تصعيد عسكري في غزة. شهدت البلاد ارتفاعاً ملحوظاً في جرائم الكراهية الموجهة ضد اليهود، بما في ذلك هجمات على السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، وهو ما وصفه فورسميد بأنه تطور "غير مقبول"، مضيفاً:"لم ننجح بما فيه الكفاية. هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات ليشعر اليهود بالأمان ويتمكنوا من التعبير عن هويتهم دون التعرض للكراهية أو التهديد أو العنف". ثلاث ركائز استراتيجية الاستراتيجية الجديدة، التي ستمتد لعشر سنوات، تقوم على ثلاث ركائز أساسية: تعزيز التعليم والمعرفة بالحياة اليهودية الاستثمار في الحفاظ على التراث الثقافي اليهودي تنفيذ تدابير لزيادة الشعور بالأمان في المجتمع وقالت وزيرة الثقافة باريسا ليليستراند (عن حزب المحافظين): "أن تعيش حياة يهودية حرة ومنفتحة في السويد يجب أن يكون حقاً واضحاً للجميع، لكن كثيراً من اليهود يعتبرون معاداة السامية أكبر عائق أمام ذلك". تركيز على المدارس والفضاء الرقمي أشارت الحكومة إلى أن المدارس ستلعب دوراً محورياً في تطبيق هذه الاستراتيجية، مع العمل على تطوير أدوات لمواجهة معاداة السامية في البيئات التعليمية، لا سيما في المناطق التي قد تشهد مستويات أعلى من التمييز. كما ستتضمن الخطة الوطنية تكليف معهد أبحاث الدفاع الشامل السويدي (FOI) بمهمة تتبع مظاهر معاداة السامية على الإنترنت. وقالت وزيرة المساواة بين الجنسين نينا لارسون (عن حزب الليبراليين): "نحن نلاحظ تزايد هذه الظاهرة على الإنترنت، وهي تأخذ أشكالاً جديدة باستمرار. من المهم أن نعزز فهمنا لها باستمرار كي نتمكن من مواجهتها بفعالية".