أخبار السويد

السويد تقوم بتجربة إنتاج الفولاذ غير الأحفوري

السويد تقوم بتجربة إنتاج الفولاذ غير الأحفوري
 image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

السويد تقوم بتجربة إنتاج الفولاذ غير الأحفوري

السويد تقوم بتجربة إنتاج الفولاذ غير الأحفوري

تريد السويد أن تكون أول دولة في العالم تطرح الفولاذ غير الأحفوري في الأسواق، حيث يعمل اتحاد مكون من شركة SSAB وشركة التعدين LKAB وشركة الطاقة Vattenfall على مشروع هايبرت - Hybrit المقام شمال السويد بمصنع تجريبي، والذي يهدف لتطوير سلسلة إنتاج خالية من الوقود الأحفوري، بدءاً من التنقيب وصولاً إلى المنتج النهائي.

يجري إنتاج حوالي 6000 طن متري من الحديد يومياً، والمنتج النهائي (الفولاذ)  يتم استعماله في السيارات وآلات التعدين، فصناعة الصلب اليوم ليست صديقة للبيئة مطلقاً، وتعتبر شركة SSAB حالياً أكبر ملوث في القطاع الصناعي بالسويد، ومسؤولة عما يقرب من 14% كم إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد، وتتسبب صناعة الصلب على المستوى العالمي بحوالي 7 إلى 9% من حجم انبعاثات الكربون الكلي، لكن لا يبدو أن عالماً من دون حديد هو أمرٌ ممكن في الوقت الراهن، فلا يزال احد أهم مواد البناء في العالم المعاصر، ولا يظهر في المدى المنظور اية بديل جيد وبأسعار معقولة له، لذا يبدو أن الحل الوحيد هو جعل القطاع يتحول أخضراً (صديقاً للبيئة).

تريد السويد أن تكون أول دولة في العالم تطرح الفولاذ غير الأحفوري في الأسواق

الهيدروجين عوضاً عن فحم الكوك

المصنع التجريبي الموجود في لوليا ليس بعيداً عن نظيره المسبب للتلوث، ليقام هنا تجارب يستبدل خلالها فحم الكوك (المصنوع من الفحم الصلب) بالهيدروجين، وعوضاً عن إطلاق ثاني أوكسيد الكربون، تطلق هذه العملية المياه فقط، وتقوم شركة Vattenfall بتزويد الهيدروجين.

حتى الآن لا تزال كمية الفولاذ الأخضر التي يتم إنتاجها في مصنع هايبرت متواضعة، ولكن إذا أثبتت التجارب نجاحها فمن المفترض ان يبدأ الإنتاج على نطاق واسع في عام 2026.

وقد تمت الإشادة بالهيدروجين بالفعل من قِبل نائب رئيس الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانس بأنّ "غاز الهيدروجين الأخضر" هو "نجمٌ جديد في قطاع الطاقة"، ويجري إنتاجه عبر الكهرباء التي يجري توليدها باستخدام الموارد المتجددة، ولا ينبعث منه شيء سوى بخار الماء، ويعتبره عديدون حلاً للطاقة مستقبلاً، ويعود ذلك لسبب أن الهيدروجين يمكن تخزينه لفترات طويلة، على العكس من طاقة الرياح أو الشمس مثلاً.

الهيدروجين عوضاً عن فحم الكوك

استهلاك الكهرباء

إن العملية المسماة بـ "التحليل الكهربائي" تتطلب الكثير من الطاقة الكهربائية، فما إن تبدأ صناعة الفولاذ الأخضر حتى تحتاج لحوالي 15 تيراواط ساعية من الطاقة الكهربائية في كل عام، وهذا أكثر من عُشر إجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية في السويد، وقد حسبت شركة LKAB أنه إذا ما تحولت صناعة الصلب السويدية بأكملها إلى الإنتاج غير الأحفوري فإن استهلاكها من الطاقة سيصل إلى ثلث استهلاك البلاد.

لكن رغم ذلك فإن نقطة الانطلاق تعتبر جيدة وفقاً لمجموعة الطاقة Vattenfall، فقد قال ميكائيل نوردلاندر أن "لدى السويد فائض ضخم من الطاقة في الواقع، حيث تم تصدير أكثر من 25 تيراواط ساعية من الكهرباء في العام الماضي" وتابع: "نلحظ فرصاً كبيرة لتوسيع الإنتاج على المدى الطويل".

وتخطط الشركة كذلك لبناء توربينات رياح جديدة في مقاطعة نورلاند، ويعتبر نوردلاندر أن توسيع شبكة الكهرباء في الوقت الراهن يشكل صعوبةً أكبر من توليد الكهرباء نفسها.

وتريد Vattenfall بناء مستودع كبير للهيدروجين من أجل الأيام التي لا يوجد بها رياح كثيرة، حيث يتم تخزين الطاقة على شكل هيدروجين، علماً أنه لم يجري حتى الآن تخزين بهذا الحجم الكبير في السويد، ولذلك فإن تجارب من هذا النوع تجري أيضاً.

بناء مستودع كبير للهيدروجين من أجل الأيام التي لا يوجد بها رياح كثيرة

العميل الأول: شركة فولفو للسيارات

من المتوقع أن تبلغ تكلفة المصنع التجريبي في لوليا حوالي 1.7 مليار كرون سويدي (حوالي 170 مليون يورو)، وستتحمل الحكومة السويدي حوالي ثلث هذا المبلغ، أما المصنع الكبير الذي سوف يجري بناؤه لاحقاً فمن المتوقع أن يكلف ما بين المليار والمليار ونصف يورو، وستسعى الشركات للحصول دعم من الدولة لأجله أيضاً، وبمجرد ما أن يبدأ الإنتاج على قدمٍ وساق فمن المقدر أن ترتفع تكلفة الفولاذ غير الأحفوري بحوالي 20 إلى 30% عن المصنوع بالأفران التقليدية.

وواحدة من أوائل عملاء الفولاذ الأخضر هي شركة فولفو السويدية للسيارات، حيث تريد الشركة أن تتحول إلى الفولاذ الخالي من الوقود الأحفوري بشكلٍ كامل خلال 5 سنوات، من أجل صناعة 800 ألف سيارة تخرج من خط إنتاجها كل عام.

يهدف الاتحاد الذي يقف خلف مشروع هايبرت إلى تحقيق إنتاج سنوي قدره 1.1 مليون طن متري من الفولاذ بلا انبعاثات، وزيادة ذلك إلى حوالي 2.7 مليون طن بحلول عام 2030، لكن على أية حال فلا يزال هذا الرقم جزءاً صغيراً من الرقم العالمي لإنتاج الحديد والمقدر بـ 1860 مليون طن متري.

فإذا ما كانت صناعة الحديد تريد حقاً الحدّ من التغير المناخي فسيتعين على جميع المصانع تغيير أسلوبها والالتزام بذلك.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©