تشهد السويد تزايدًا ملحوظًا في حالات الإفلاس المرتبطة بالاحتيال، والتي قد تترك تداعيات خطيرة على الاقتصاد الوطني، وفقًا لتحليل جديد أجرته شركة Dun & Bradstreet المتخصصة في البيانات والتحليل التجاري. وتشير الأرقام إلى أنه من بين 28,000 حالة إفلاس مؤكدة خلال السنوات الثلاث الماضية، هناك 1,638 حالة يُشتبه في ارتباطها بعمليات احتيالية، ما يعادل نحو 6% من إجمالي حالات الإفلاس في البلاد. تداعيات خطيرة على بيئة الأعمال يرى الخبراء أن هذه الظاهرة لا تؤدي فقط إلى خسائر مالية للمؤسسات الدائنة، بل تؤثر أيضًا بشكل سلبي على مناخ الأعمال والاستثمار في السويد. هنريك هارغيوس، المحلل البارز في Dun & Bradstreet، أوضح في تعليق له: "حالات الإفلاس الاحتيالي لا تقتصر على إلحاق الخسائر بالمقرضين، بل تؤثر أيضًا على بيئة الأعمال من خلال تقويض الثقة في النظام الاقتصادي." ويضيف أن التحليل كشف عن مؤشرات واضحة لوجود عمليات احتيالية، مثل التغيرات المتكررة في مجالس الإدارة، وتقديم ميزانيات مشبوهة، بالإضافة إلى صلات بشركات أُعلنت إفلاسها في السابق. قطاع البناء في الصدارة تُعد الجرائم المالية اليوم المصدر الأكبر للدخل بالنسبة للجريمة المنظمة في السويد، وتبرز قطاع البناء باعتباره الأكثر تضررًا من هذه الظاهرة، حيث تبين أن 26.9% من حالات الإفلاس الاحتيالي المسجلة ترتبط بهذا القطاع. علاوة على ذلك، فإن أكثر من 30% من حالات الإفلاس الاحتيالي التي تشمل ديونًا كبيرة تعود لشركات تعمل في مجال البناء، ما يجعل القطاع هدفًا رئيسيًا لعمليات الاحتيال المالي. هارغيوس يوضح أسباب استهداف قطاع البناء: "التعامل مع المواد والمعدات باهظة الثمن يجعل قطاع البناء جذابًا للمحتالين، حيث يسهل تصريف هذه المواد بسرعة قبل تصفية الشركة، مما يسمح لهم بتجنب التدقيق والمساءلة القانونية." غياب الرقابة يسهل عمليات الاحتيال ويشير التحليل إلى أن العديد من الشركات المتورطة في حالات الإفلاس الاحتيالي تعمل دون مراجعين ماليين رسميين، بل إن بعضها لا يقدم تقارير مالية سنوية قبل تصفيتها، ما يسهل على الجهات الاحتيالية العمل في الظل دون رقابة. ويحذر هارغيوس من أن الهيئات العامة قد تواجه تحديات كبيرة في الكشف عن مثل هذه الجرائم، مشددًا على ضرورة تعزيز الإجراءات الرقابية واتخاذ تدابير وقائية صارمة للحد من المخاطر المالية الناجمة عن هذه الأنشطة الاحتيالية. اقرأ أيضاً: متجر أزياء شهير في يوتيبوري يعلن إغلاقه بعد 13 عامًا من النجاح