أعلن أمين المظالم السويدي (JO) فتح تحقيق رسمي في تعامل الشرطة مع بلاغ اختفاء الطفل محمد (14 عاماً)، الذي عُثر على جثته لاحقاً في بلدية نينهامن. ويأتي هذا القرار عقب تقارير إعلامية أفادت بأن أفراداً من الشرطة سخروا من والدة محمد عند محاولتها الإبلاغ عن اختفائه، وامتنعوا عن استدعاء مترجم رغم حاجتها الواضحة لذلك. وقال أمين المظالم، بير لينر برانت، إنه تأثر بما نُشر في وسائل الإعلام حول الحادثة، وأضاف: «أرغب في تكوين صورة مستقلة عن الأمر». وأوضح أن المكتب سيطلب مستندات من الشرطة قبل اتخاذ قرار بشأن المضي في التحقيق. وكانت إذاعة P4 Jönköping قد نشرت في وقت سابق تسجيلات لمحادثات داخلية بين رجال الشرطة، أظهرت استخدامهم عبارات تهكمية تجاه والدة محمد، من بينها قول أحدهم: «ستكرهني الآن، لكنها فقط امرأة صومالية تتصل»، فيما أجابه زميله قائلاً إنه سيبلغها النتيجة «بأفضل ما لديه من صومالية». اقرأ أيضاً: بلاغ اختفاء الطفل "محمد" لم يُؤخذ على محمل الجد... والشرطة سخرت من لغة والدته الضعيفة وأشارت التقارير إلى أن الأم تواصلت مع الشرطة قبل يوم من العثور على الجثة، لكن الشرطة لم تستدعِ مترجماً ولم تُجرِ تحقيقاً جاداً، واكتفت بالتواصل مع شقيقة محمد الصغرى، البالغة من العمر 12 عاماً، للحصول على معلومات. من جهتها، رحّبت الشرطة بفتح التحقيق، حيث قالت مالينا غران، رئيسة الشرطة في منطقة الشرق، إن المؤسسة لا تتبنى مثل هذه اللغة أو الأسلوب. وأضافت: «لا يجوز أن تكون هناك أية شكوك بشأن التزامنا بمعاملة الجميع على قدم المساواة»، مؤكدة أن ما جرى يمثل «حادثة مأساوية للغاية»، ومبدية تفهمها لمشاعر العائلة التي قد تكون شعرت بأنها لم تؤخذ على محمل الجد. وتعرضت الشرطة لانتقادات لاذعة من جهات عدة، من بينها رئيس منظمة دعم ضحايا الجرائم، سفين-إريك آلمهيم، الذي شدد على أن الحاجة إلى مترجم كانت واضحة منذ البداية، قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بمسائل خطيرة كهذه، يجب أن يُستدعى مترجم حتى لو لم يكن ضرورياً تماماً، بدلاً من المخاطرة بعدم فهم الوقائع». وكانت التحقيقات السابقة في سلوك الشرطة قد أغلقت دون توجيه اتهامات، لعدم وجود أدلة على ارتكاب مخالفة قانونية، إلا أن فتح ملف القضية من قبل أمين المظالم قد يعيد طرح المسألة أمام الرأي العام والمؤسسات المعنية.