نوهت الحكومة السويدية إنها في "حالة تأهب قصوى" للتدخل الخارجي في انتخاباتها المقبلة. وقالت وكالة الدفاع النفسي التي أعيد تأسيسها مؤخراً في الدولة الإسكندنافية إنها شهدت نشاطاً متزايداً من مصادر أجنبية بعد طلبها الانضمام إلى الناتو وأنها مستعدة لاحتمال حدوث "شيء استثنائي" في الفترة التي تسبق يوم الاقتراع في 11 سبتمبر/ أيلول.وبعد فترة مضطربة في السياسة السويدية، بما في ذلك استقالة ستيفان لوفين Stefan Löfven من منصب رئيس الوزراء، وصعود ماغدالينا أندرسون Magdalena Andersson أول زعيمة للبلاد، اقتربت آخر استطلاعات الرأي بشكل استثنائي في حملة مشحونة للغاية مع تركيز قوي على الهجرة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ديمقراطيو السويد (وهو حزب معادي للأجانب يستمد بعض أفكاره من النازيين أو ما يسمون اليوم بالنازيون الجدد) يمكن أن يحلّ محل المحافظين كثاني أكبر حزب في السويد.وكانت الانتخابات بشكل عام سباقاً بين الأحزاب ذات الميول اليسارية بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أندرسون وتحالف يمين الوسط بقيادة المحافظين، ولكن حتى حزب المحافظين انتقل في غضون سنوات قليلة فقط من حث السويديين على "فتح قلوبهم" للاجئين، إلى احتضان حزب ديمقراطيو السويد الذي دعا زعيمه جيمي أوكيسون Jimmie Åkesson إلى خفض اللجوء إلى "ما يقارب من الصفر".FotoHenrik Montgomery / TTفي هذا الصدد قال المتحدث باسم وكالة الدفاع النفسي ميكائيل أوستلوند Mikael Östlund: "لدينا حالة تأهب قصوى طوال الوقت ولكننا ندرك حقيقة أنها قد تكون مناسبة لإيذاء السويد والتأثير على العملية الديمقراطية السويدية، للقيام بشيء استثنائي في نهاية الحملة الانتخابية".وفي حال التدخل الأجنبي، فإن خيارات مواجهته تشمل الإعلان عن الخرق وتسمية المصدر، حيث حذّرت حملة توعية عامة تم إطلاقها مؤخراً "bli inte lurad" أي "لا تنخدع"، وشجعت الأشخاص على التفكير في مصدر المعلومات وناشرها قبل مشاركتها عبر الإنترنت، كما تعرض دورة مجانية عبر الإنترنت من الوكالة حول كيفية الحماية من المعلومات المضللة، فالانتخابات تواجه خطر التدخل من قبل الأفراد والمتطرفين، وأكد المدعي العام الأسبوع الماضي أن زعيمة حزب الوسط آني لوف Annie Lööf كانت الهدف المخطط لهجوم إرهابي مشتبه به أسفر عن مقتل امرأة أخرى، وذلك في مهرجان سياسي في جوتلاند في يوليو/ تموز.وقال قائد جهاز الأمن السويدي للانتخابات فريدريك برات Frederik Bratt: "رغم عدم وجود مؤشر على زيادة التهديد الذي يستهدف الانتخابات، فإن التهديد المستمر للجهات الفاعلة المنفردة كان معقّداً ويشكّل تحدياً"، كما قال إنجستروم: "إذا تمسك الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالسلطة بعد الانتخابات، فسيكون ذلك إلى حد كبير بسبب شعبية أندرسون الشخصية، ولكن إذا فقد تركيزه على الجريمة خلال الحملة الانتخابية، فسيكون ذلك موضع تساؤل، وأضاف: "إن حزب المحافظين واجه أيضاً رد فعل عنيف بين ناخبي الحزب السابقين بسبب احتضانه لديمقراطيو السويد، وهو ما قد يكون كارثياً"، كما ذكر بأنه إذا كان زعيم حزب المحافظين أولف كريستيرسون Ulf Kristersson لا يزال قادراً على تشكيل حكومة جديدة، فسيكون معتمداً بشكل كبير على ديمقراطيو السويد، وهذا سيؤثر على سياسة السويد أيضاً على المستوى الدولي، على سبيل المثال انخفاض الطموحات في السياسة المتعلقة بالمناخ.في رينكيبي Rinkeby، وهو حي في ستوكهولم به عدد كبير من المهاجرين، كان أبيبي هايلو Abebe Hailu البالغ من العمر 69 عاماً، يقوم بحملة يوم الأربعاء من أجل حزب الاشتراكي الديمقراطي أمام حاوية شحن مزينة في ملصق كتب عليه "منطقتنا في ستوكهولم يمكن أن تعمل بشكل أفضل"، وقال إن معظم القضايا التي يهتم بها الناس هي الرفاهية والمدارس والرعاية الصحية والوظائف، كما أضاف: "حزبنا يعتقد بشكل مباشر أنه يجب عليك الاستثمار في الأطفال، قبل أن يتم تعيينه، والرفاهية هي الحل لمشاكل المجتمع السويدي، حيث يجب علينا تقليص الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء وهذا يعني مدارس جيدة للأطفال"