أعلنت مصلحة التوظيف السويدية عن نقص حاد في الأيدي العاملة داخل أحد القطاعات الحيوية في البلاد، حيث تتطلب الرعاية الصحية للمسنين تعيين أكثر من 65 ألف موظف خلال السنوات العشر القادمة، وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد السويدي للبلديات والمناطق (SKR). نمو متزايد وطلب مرتفع تشير التوقعات إلى أن عدد كبار السن في السويد آخذ في الارتفاع مع زيادة متوسط العمر، بينما يتراجع عدد الشباب في سن العمل، مما يزيد من التحديات التي تواجه قطاع رعاية المسنين في تأمين الكوادر البشرية المطلوبة. تقول سابينا جويو، رئيسة قسم شؤون كبار السن في SKR: "العمل في رعاية المسنين يعد من القطاعات المستقبلية التي تحتاج إلى تعزيز القوى العاملة لمواكبة الطلب المتزايد". وأضافت أن الحاجة إلى التوظيف في هذا المجال ستشهد زيادة بنسبة 32% بحلول عام 2033، أي ما يعادل 65,600 وظيفة جديدة. وظائف متنوعة وفرص للنمو لا تقتصر الحاجة إلى التوظيف على المساعدين الصحيين ومقدمي الرعاية فقط، بل تشمل أيضًا الممرضين وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية. كما يشهد القطاع تحولًا رقميًا كبيرًا، حيث يتم إدخال تقنيات جديدة لتعزيز كفاءة الخدمات، ما يستدعي الحاجة إلى مهارات متطورة تتماشى مع هذه التغييرات. تضيف جويو: "يشهد المجال تغييرات كبيرة من حيث طرق العمل والتكنولوجيا، ما يفتح الباب أمام فرص مهنية جديدة ويجعله قطاعًا واعدًا". استمرار ارتفاع معدلات البطالة رغم النقص الحاد في الكوادر داخل قطاع رعاية المسنين، لا تزال البطالة مرتفعة في السويد. فقد سجلت مصلحة التوظيف في ديسمبر الماضي نحو 377 ألف شخص عاطل عن العمل، في حين بلغ عدد الباحثين الجدد عن عمل 34,759 شخصًا، ولم يحصل على وظيفة سوى 19,369 شخصًا خلال تلك الفترة. في ظل هذه الظروف الاقتصادية، تترقب الشركات قرارات البنك المركزي السويدي بشأن تخفيض أسعار الفائدة، إلا أن البنك ألمح إلى احتمال تأجيل ذلك، مما يشكل تحديًا إضافيًا في ظل التباطؤ الاقتصادي الراهن. مع تزايد أعداد كبار السن في السويد، يبدو أن الحاجة إلى موظفين في هذا القطاع ستستمر في النمو، مما يفتح المجال أمام فرص وظيفية كبيرة، خاصة للأشخاص الباحثين عن عمل في مجال مستقر وطويل الأمد.