في كل من النرويج وفنلندا، يُطلب من السائقين الذين تجاوزوا سن السبعين الخضوع لفحص طبي ونظر إلزامي عند تجديد رخصة قيادتهم. وعلى العكس من ذلك، لا يوجد في السويد حاليًا أي متطلبات مماثلة، بل إن السلطات قررت خفض معايير فحص النظر للحصول على رخصة القيادة، وهو قرار دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من فبراير. التعديلات الجديدة في السويد تعني أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الرؤية الجانبية بسبب أمراض مثل السكري أو السكتة الدماغية أو المياه الزرقاء، يمكنهم الآن الحصول على رخصة القيادة أو الاحتفاظ بها، حيث لم يتم اعتبار هذه المشكلات البصرية ذات تأثير كبير على السلامة المرورية، وفقًا لما أعلنته وكالة النقل السويدية، التي أكدت أن هذه التعديلات تتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي. لكن ميكائيل بلومبيرغ، الضابط في شرطة المرور بمدينة كارلستاد، يرى أن السويد يجب أن تتبع نهج النرويج وفنلندا، بفرض فحص نظر إلزامي للسائقين المسنين. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة NWT:"السلامة على الطرق تعتمد على جودة النظر، والحكم الجيد في القيادة، وردود الفعل السريعة. لكن مع التقدم في السن، يعاني معظم الأشخاص من تراجع في قدرتهم البصرية، ما قد يؤثر على قدرتهم على القيادة بأمان". ويضيف بلومبيرغ أن الشرطة تواجه بانتظام سائقين، بغض النظر عن أعمارهم، لا يقودون بطريقة آمنة، إلا أنه أشار إلى أن بعض كبار السن يفقدون مهاراتهم في القيادة دون أن يدركوا ذلك، ما يشكل خطرًا على سلامة الطريق. "في كثير من الأحيان، يتلقى مركز الشرطة بلاغات من مواطنين قلقين بشأن سائق يقود بطريقة غير مستقرة، ويعتقدون أنه ربما يكون تحت تأثير الكحول. لكن عندما نوقف السيارة لإجراء الفحص، نجد أن السائق في الواقع شخص مسن يعاني من ضعف في القدرة على القيادة، وهذا أمر شائع للغاية". حتى الآن، لم تناقش الحكومة السويدية مقترح فرض الفحوصات الإلزامية لكبار السن، لكن الجدل مستمر حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على السلامة المرورية واحترام حق الأفراد في التنقل والاستقلالية.