أخبار-السويد

الشرطة السويدية كسرت الباب وحبستها بالحمام.. وكل ذلك بالخطأ!

الشرطة السويدية كسرت الباب وحبستها بالحمام.. وكل ذلك بالخطأ! image

سيبسة الحاج يوسف

أخر تحديث

Aa

الشرطة السويدية

Foto: Magnus Lejhall/TT

في إحدى ليالي جنوب ستوكهولم الهادئة، تبدلت أجواء السكينة والهدوء التي تعم منزل امرأة تدعى غابرييلا (اسم مستعار)، وهي أم لطفل صغير وتبلغ من العمر 33 عاماً، إلى مشاهد مفزعة ومليئة بالرعب، عندما اقتحمت قوات الشرطة منزلها بالخطأ، مما جعلها تواجه موقفاً مخيفاً لم تكن لتتخيله حتى في أسوأ كوابيسها.

لنتابع بالتفصيل ما حدث في تلك الليلة المروعة

بدأت القصة عندما كانت غابرييلا قد وضعت ابنها البالغ من العمر عام واحد في الفراش، وجلست تسترخي على الأريكة في منزلها بأحد أحياء ستوكهولم الجنوبية. كان الوقت قد تجاوز العاشرة مساءً، والهدوء يخيّم على المكان. في تلك اللحظات، وأثناء مكالمتها الهاتفية الهادئة مع صديق، سمعت صوت غير مألوف قادم من الباب الرئيسي.

في البداية، ظنت غابرييلا أن الأمر لا يعدو كونه جاراً مخموراً قد أخطأ باب منزله. لكن سرعان ما اكتشفت أن هناك أمراً غريباً يحدث في الخارج. وكان خوفها الأكبر أن يستيقظ ابنها من نومه بسبب الضوضاء، ما دفعها للاقتراب من الباب لاستكشاف الأمر، لكن الظلمة كانت تعم المكان، ولم تتمكن من رؤية أي شيء من خلال العين السحرية، وما هي إلا لحظات حتى تحول الطرق الخافت إلى دقات قوية متواصلة وصراخ مدوٍ يطالبها بفتح الباب.

ظلت غابرييلا على اتصال مع صديقها، صارخةً إليه أن يتصل بالشرطة. في تلك الأثناء، لم تكن لديها أدنى فكرة بأن الطارقين هم أنفسهم من رجال الشرطة. الخوف تملك منها تماماً، وتصورت أنها تواجه مجموعة من المجانين المسلحين بمناشير كهربائية، فبذلت كل قوتها في محاولة لمنعهم من اقتحام المكان.

لحظات لا تُنسى

عندما تمكن الطارقون أخيراً من فتح الباب، حاولت غابرييلا مواجهتهم لكن كل ما كان أمامها هو دروع من الخوذ والمسدسات. لم تكن تدرك حتى تلك اللحظة أنهم من عناصر الشرطة. حاولت التراجع، لكنهم أمسكوا بها ودفعوها بقوة إلى داخل الحمام. وعلى الرغم من صرخاتها وتوسلاتها بأن يراعوا وجود طفلها النائم في السرير، إلا أن ذلك لم يثنيهم عن تصرفاتهم العنيفة.

توالت الأحداث بسرعة، حيث استجوبها أحد الضباط وهي واقفة بملابسها الداخلية، غارقة في حالة من الارتباك والخوف. لم تكن غابرييلا تفهم سبب تواجدهم، ولا الاتهامات التي وجهت إليها.

في ذلك الوقت، حُرمت غابرييلا من التوجه نحو خزانتها الخاصة لإحضار بعض الملابس، واضطرت إلى الاعتماد على أحد الضباط لإحضار سروال لها. واصلت الشرطة التحقيق معها، مطالبة إياها بتسليم هاتفها المحمول لفحص سجل المكالمات.

وأثارت الشكوك التي أعرب عنها أحد الضباط، بخصوص احتمال وجود شبكات إجرامية في المنزل، الدهشة والاستغراب في نفس غابرييلا، وأكدت أنها تعيش مع ابنها الصغير فقط.

خطأ فادح كلف الكثير

لم تلبث أن أُعطيت الإذن لإحضار ابنها الذي استيقظ وسط الفوضى، حتى أدركت الشرطة خطئها. وفي هذه الأثناء، غرقت غابرييلا في دموعها وسط إدراك مروع بأنها وابنها كانا في خطر غير مبرر.

وبينما كانت القوات الخاصة تغادر الشقة، بقي بعض الضباط المدنيين يعتذرون باستمرار، ويسألون عما يمكنهم فعله لتصحيح الوضع. وأفادت غابرييلا بأنه في تلك اللحظات كان جميع الضباط يشعرون بالخجل الشديد.

لكن الاعتذارات لن تقدم أو تؤخر، فقد ظل الرعب مسيطراً على غابرييلا، واضطرت بعد الحادثة لمغادرة منزلها والعيش مع والديها. كما تعرضت لكوابيس متكررة ونوبات صراخ خلال الليل، وأصبحت تعاني من حالة ذعر شديدة. وبسبب حالتها المضطربة، اضطرت والدتها لتركيب قفل أمان إضافي وتكفلت برعاية الطفل الصغير.

وتبين أن هذا الصدمة ليست الأولى في حياة غابرييلا، فقد كشفت عن تجاربها السابقة مع الصدمات، بما في ذلك تعرضها لتهديد بمسدس في السابق، مما أدى إلى إصابتها باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ونوبات الهلع، والحادثة الأخيرة فاقمت الوضع.

لم تكن العواقب مقتصرة على النفسية فقط، فقد تعرضت غابرييلا لإصابة جسدية عندما حاولت الشرطة فتح الباب بينما كانت تمسك بالمقبض، مما أدى إلى إصابة ذراعها. وكان الألم شديداً لدرجة أنها اضطرت في اليوم التالي لزيارة قسم الطوارئ. أما باب شقتها فقد تحطم بالكامل، شاهد صامت على فصل مؤلم في حياتها.

ما رد الشرطة؟

تعقيباً على الحادثة، أفاد المتحدث باسم شرطة ستوكهولم، أولا أوسترلينغ Ola Österling، بأن الواقعة التي حدثت في منزل غابرييلا قد أحيلت إلى القسم المختص بإجراء التحقيقات الخاصة، والذي يُعنى بالتحري في حوادث سوء السلوك المشتبه به بين صفوف ضباط الشرطة. ففي هذه الحالات، ترتكز القضية على قرار مدير التحقيق الأولي بإرسال فرقة العمليات الخاصة إلى هذه الشقة بالذات، حسب تعبيره.

وأضاف أنه دائماً ما توجد درجة من الشك تحكم قرار الشرطة فيما إذا كان ينبغي تفتيش منزل ما أم لا. ومع ذلك، سيجري الآن تقييم دقيق فيما إذا كانت الشبهات التي أدت إلى دخول الشرطة إلى شقة غابرييلا كافية ومبررة. وأوضح قائلاً: "لكن من الواضح أنها لم تكن الشقة المستهدفة، إذ لا توجد أية تهم موجهة ضد المرأة".

وعند السؤال عن مدى تكرار مثل هذه الحوادث، أشار أوسترلينغ إلى خبرته الشخصية، قائلاً: "لقد خدمت في الوحدة الخاصة لمدة خمسة عشر عاماً. للأسف، تحدث هذه الحوادث، ولا يمكنني تحديد تواترها. ولكنها بالتأكيد ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يحدث فيها ذلك"، مؤكداً على احترامه الكامل لمشاعر الخوف التي قد يعاني منها الأفراد في مثل هذه المواقف، مشيراً إلى أن هذا يُعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الإبلاغ عن الحادث لضمان إجراء التحقيقات اللازمة.

"الأبرياء هم الضحايا"

وفي ختام تصريحاتها، عبّرت غابرييلا عن قلقها من إمكانية أن تكون قد أصبحت مستهدفة من قبل المجرمين في المنطقة، في حال كانوا موجودين بالفعل، وعلقت: "لسوء الحظ، يبدو أن العديد من الأبرياء يتحولون إلى ضحايا حتى وإن لم يكن لهم أي دخل في الأمر. ومن المحتمل أن الشرطة قد وضعتني في هذا الموقف الخطير، وهو أمر يجب ألا يحدث".

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©