أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل يوم الأربعاء 7 مايو/أيار نظيره السوري أحمد الشرع، في أول زيارة أوروبية للرئيس السوري الجديد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد. وأوضحت الرئاسة الفرنسية أنّ هذه الدعوة تأتي «في إطار إثبات التزام فرنسا التاريخي تجاه الشعب السوري الذي يتطلع إلى السلام والديمقراطية»، مشيرة إلى أنّ المحادثات ستتناول سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الوضع في لبنان، إضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب. وكان ماكرون قد وجّه الدعوة للشرع في فبراير/شباط الماضي، قبل أن يربطها في مارس/آذار بشرط تشكيل حكومة سورية جامعة تمثل كل مكونات المجتمع المدني السوري. تأتي الزيارة في وقت تواجه فيه الحكومة السورية الجديدة توترات متزايدة مع إسرائيل وتصاعد أعمال العنف ضد الطائفتين الدرزية والعلوية، والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى خلال الأسابيع الأخيرة. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت مؤخراً ما وصفته بـ«العنف الطائفي» الذي يستهدف الدروز جنوب العاصمة السورية، داعية الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف الاشتباكات، وحثت السلطات السورية على استعادة الهدوء. من جهة أخرى، كان الاتحاد الأوروبي قد قرّر في فبراير/شباط الماضي تعليق عدد من العقوبات المفروضة على سوريا منذ قرابة 14 عاماً، وذلك بعد التطورات السياسية الأخيرة. شمل القرار رفع العقوبات عن خمسة كيانات مالية رئيسية، هي: المصرف الصناعي، ومصرف التسليف الشعبي، ومصرف التوفير، والمصرف الزراعي التعاوني، ومؤسسة الطيران العربية السورية. كما أُتيح لمصرف سوريا المركزي الوصول إلى الموارد الاقتصادية اللازمة لتسهيل العمليات المالية. بالإضافة إلى ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تعليق القيود المفروضة على قطاعات النفط والغاز والكهرباء والنقل، وتقديم استثناءات من الحظر المفروض على العلاقات المصرفية بين البنوك السورية والمؤسسات المالية الأوروبية، بهدف تسهيل المعاملات ذات الطابع الإنساني وإعادة الإعمار. يُذكر أنّ الشرع كان قد التقى في يناير/كانون الثاني الماضي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في القصر الرئاسي بدمشق، في خطوة عكست الانفتاح الأوروبي التدريجي تجاه القيادة السورية الجديدة.