وصلني على الإيميل تقرير صادر عن الفرع السويدي لمنظمة "مراسلون بلا حدود Reportrar utan gränser" بعنوان "التهديدات التي تواجه الصحفيين المنفيين في السويد HOT MOT EXILJOURNALISTER I SVERIGE". لديّ بشكل شخصي الكثير من التحفظات على جزء من عمل هذه المنظمة، وخاصة فيما يتعلّق بالمعايير المزدوجة التي تعاملت بها ولا تزال تتعامل بها تجاه الكثير من القضايا، والذي يجعلها تفقد جزءاً من مصداقيتها ومن هدف وجودها بالنسبة لي. لكن بالرغم من ذلك هناك في التقرير ما يستحقّ نشره لكم واطلاعكم عليه. إليكم أبرز ما جاء في التقرير.الصحفيون الهاربون إلى السويد: تهديد عابر للحدودلطالما عُرف عن السويد أنّها ملاذ للكثير من الذين يهربون من القمع ومناطق النزاع، ومن بين هؤلاء صحفيون واجهوا التهديد والتخويف والعنف في بلدانهم الأصلية. يقوم التقرير بالإضاءة على التحديات والتهديدات التي لا يزال هؤلاء الصحفيون يواجهونها بعيداً عن أوطانهم الأصلية، سواء التهديدات "العابرة للحدود"، أو التهديدات من المتطرفين في السويد الذين لا يهمهم ما يكتبون، بل من أين أتوا.الصحفي الأفغاني: كلمة تهدد العائلةيضيء التقرير قصّة صحفيّ أفغاني يعيش في السويد منذ عام 2021. ورغم الأمان النسبي الذي يعيشه في السويد، فظلال ماضيه لا تزال تلاحقه. بعد نشره لبضع مقالات وظهوره على التلفاز لمناقشة الوضع في أفغانستان، قامت السلطات في مدينته بالتعرّف إليه وبدأت باستجواب أفراد عائلته المتبقين في أفغانستان. اضطرّ الصحفي بسبب خوفه الشديد على عائلته بالامتناع عن الظهور في التلفاز، والتوقّف عن الكتابة باسمه الحقيقي. رغم أنّ الصحفي لم يعد يواجه هو نفسه تهديدات بدنيّة مباشرة بسبب وجوده في السويد، فكلماته لا تزال تجلب الخطر عليه عن بعد.الصحفي التركي: تهديد قانونيوفقاً للتقرير، محنة الصحفيين الأتراك في السويد مثيرة للقلق بشكل خاص. واجه أحد الصحفيين المرتبطين بصحيفة تركية، اتهامات بارتكاب جرائم اقتصادية بناءً على مقال كتبه في عام 2014. وطلب النظام القانوني التركي، في خطوة يُعتقد أن لها دوافع سياسية، شهادته من السويد. وعلى الرغم من مخاوفه بشأن عدم حصوله على محاكمة عادلة في تركيا، فقد اضطر الصحفي للإدلاء بشهادته، مما سلط الضوء على الذراع الطويلة للتحديات التي يواجهها الصحفيون المهاجرون (المنفيون) حتى في البلدان البعيدة عن بلدانهم.مواجهة تهديدات اليمين في السويدربّما هذا الفصل هو الأهم. فقد واجه البعض، وخاصة أولئك الذين يعملون في وسائل الإعلام السويدية الكبرى، تهديدات من الجماعات اليمينية المتطرفة في البلاد. ولا تنبع هذه التهديدات في كثير من الأحيان من عملهم، بل من مظهرهم وأسمائهم "غير السويدية". ويؤكد التقرير أن الصحفيين ذوي الخلفية الأجنبية هم أكثر عرضة للتهديدات وجرائم الكراهية في السويد مقارنة بنظرائهم من السويديين الأصليين!العلاقة بين الصحفيين المهاجرين والسلطات السويدية معقدة. وبينما يشعر بعض الصحفيين باستقبال جيد ودعم من قبل الشرطة، فإن آخرين لديهم تحفظات. ولا يلجأ العديد منهم إلى السلطات بسبب الطبيعة المجهولة للتهديدات التي يتلقونها، والتي غالباً ما تأتي من الخارج. هناك أيضًا شكوك حول قدرة السلطات السويدية على منع الجرائم ضدهم، خاصة عندما تأتي التهديدات من أنظمة أجنبية.في الختام ..من المهمّ أن نفهم بأنّ القصص والتحليلات الواردة في تقرير المنظمة تتحدّث عن بشر عانوا لأنّهم يتحدثون. ففي حين توفر لهم السويد ملاذاً آمناً من الأذى الجسدي المباشر، فإن الندوب النفسية والعاطفية عميقة. وتؤكد قصصهم أهمية حرية الصحافة وحاجة الدول إلى بذل المزيد من الجهد لحماية من يريد أن يتحدّث بشجاعة، دون أن يخاف على نفسه أو على ذويه.