أظهرت مراجعة أجراها راديو السويد لأرقام هيئة الإحصاءات الوطنية SCB اختلافات كبيرة بين البلديات في السويد، وداخل هذه البلديات نفسها، من حيث مستوى الفقر.وعندما قام الراديو بتفصيل الأرقام على مستوى محلي للغاية، ظهر أن هنالك العديد من المناطق السكنية حيث يعيش نصف الأطفال على الأقل في أسر ذات مستوى اقتصادي منخفض، أو "فقر نسبي" كما يطلق عليه أحياناً. ووفقاً للمعلومات، هنالك ما مجموعه 89 بلدية في البلاد، من بودن في الشمال إلى مالمو في الجنوب، التي بها مناطق سكنية تحتوي مثل هذا الفقر النسبي المرتفع للأطفال. وهذا يعني أن دخل الناس في هذه المناطق يعيشون تحت معيار اقتصادي هو أقل بـ60% من متوسط المعيار على مستوى الدولة، وبالتالي يُظهر ما تشعر به هذه الأسر تجاه الآخرين. وهذا الواقع لا يعني بالضرورة أن هذه الأسر تفتقر إلى الطعام لهذا اليوم، ولكن الدخل منخفض جداً لدرجة أن الأطفال يمكنهم التأثر بطرق أخرى، مثل عدم القدرة على المشاركة في الألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة وتحمل نفقاتها. FotoLEIF R JANSSON / TTوفي هذا الصدد، تعتقد ياني جونسون Janne Jonsson، أستاذة علم الاجتماع في جامعة ستوكهولم، أن هناك سببين وراء وجود منطقة بها مثل هذا الفقر النسبي المرتفع للأطفال، حيث "يتعلق الأمر في الغالب بالآباء الذين لديهم ارتباط ضعيف بسوق العمل وبالتالي يعتمدون في جزء كبير من دخلهم على الإعانات المالية. والثاني هو الفصل في السكن، أي أن الأسر ذات الموارد المالية الضعيفة تميل إلى العيش في نفس المكان".وهنالك أيضاً رابط واضح مع عدد العائلات في المنطقة التي لديها أصول أجنبية. حيث يتمتع أكثر من نصف الأطفال المولودين في الخارج بمستوى مالي منخفض. FotoFredrik Sandberg/TTتقول جونسون: "هذا شائع بشكل خاص بين المولودين في الخارج والفصل السكني واضح للغاية بالنسبة لأولئك الذين هاجروا إلى السويد. وهذا ما يدفع إلى حقيقة أنه في بعض المناطق ، يعيش 80% من الأطفال في أسر ذات موارد مالية ضعيفة".بدورها، تؤكد المتطوعة التي تساعد في توزيع الطعام ببلدية خوفدة Skövde، إنجا ليل بيرغرين Inga-Lill Berggren، أن هنالك مناطق يواجه فيها الكثيرون صعوبة في تأمين مواردهم المالية، وهو أمر لا يعرفه الكثير ممن يعيشون في المناطق الأكثر ثراءً: "الناس لا يدركون ذلك. نرى أن المتطوعين الموجودين هنا صُدموا تماماً في المرة الأولى التي انضموا فيها للعمل أن هذا ما يحدث في السويد".