العراق يطالب السفيرة السويدية بالمغادرة ويسحب القائم بالأعمال من ستوكهولم
أخبار-العالمAa
Foto Oscar Olsson
أعلنت العراق عن استدعاء أعلى دبلوماسي لها في السويد، ودعت سفير السويد في العراق للمغادرة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، ونقل عنها موقع أومني السويدي.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد الشيعة السوداني قد هدّد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في وقت سابق بحال تم حرق القرآن مرة أخرى على الأراضي السويدية.
وكانت السفارة السويدية في العراق، أغلقت أبوابها، اليوم الخميس، وعلقت خدماتها حتى إشعار آخر، على خلفية مظاهرات ضد حرق المصحف في السويد، وذلك بعد أن اقتحم محتجون مبنى السفارة في بغداد وأضرموا فيه النيران.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي للجزيرة، إنه “إذا تكررت حادثة حرق المصحف فسنقطع العلاقات مع السويد”، في حين اتهم وزير الخارجية السويدي العراق بالإخفاق في “حماية البعثات الدبلوماسية”.
اقتحام السفارة
واقتحم مئات من المحتجين السفارة السويدية وسط بغداد في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وتسلقوا أسوارها وأشعلوا فيها النيران، احتجاجا على إحراق متوقع لنسخة من المصحف الشريف في السويد.
وقال المكتب الصحفي لوزارة الخارجية السويدية إن جميع العاملين بالسفارة في بغداد بأمان، وأدان الهجوم مشيرا إلى أنه يتعين على الحكومة العراقية حماية البعثات الدبلوماسية.
وبعد ساعات من بدء المظاهرة، فرقت قوات الأمن المحتجين وعاد الهدوء صباح الخميس إلى المكان واستؤنفت حركة السير، لكن الطريق الضيق المؤدي إلى السفارة أُغلق.
وأدانت وزارة الخارجية العراقية، إضرام النار في السفارة، وقالت في بيان إن الحكومة أمرت الجهات الأمنية بإجراء تحقيق عاجل لكشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية مرتكبيها ومحاسبتهم.
وعند اندلاع الحريق فجر اليوم، انتشرت قوات الأمن داخل السفارة، وبدأت فرق الإطفاء العراقية إخماد النيران، بعد أن انتشرت سحب الدخان من المكان.
اجتماع طارئ للحكومة العراقية
وترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة (محمد شياع السوداني) صباح اليوم الخميس، اجتماعًا طارئًا ضمّ وزيري الخارجية والداخلية، ومسؤولين معنيين على خلفية منح الحكومة السويدية رخصة لحرق المصحف الشريف، وحادثة حرق السفارة السويدية في بغداد.
وأدان الاجتماع حادث حرق السفارة، وعدّه خرقًا أمنيًّا تجب معالجته فورًا، وقرر إحالة المتسببين في حرق السفارة إلى القضاء، وإحالة المقصرين من المسؤولين الأمنيين إلى التحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم.
وأكدت الحكومة العراقية أنها أبلغت الحكومة السويدية -عبر القنوات الدبلوماسية- أن العلاقات الدبلوماسية بين العراق والسويد ستُقطع إذا تكررت حادثة حرق المصحف الشريف على أراضيها، ومنح موافقات بذلك تحت ذريعة حرية التعبير.
وقالت إن مثل هذه الأعمال الاستفزازية تسيء إلى المواثيق والأعراف الدولية باحترام الأديان والمعتقدات، وتشكل خطرًا على السلم، وتحرّض على ثقافة العنف والكراهية.
وقال بيان الحكومة العراقية عقب الاجتماع اليوم الخميس: “يستنكر العراق استمرار السلطات السويدية في مثل هذه المواقف المستفزة لعقائد الآخرين ومقدساتهم”.
حرق المصحف
وسمحت الشرطة السويدية، بتنظيم تجمّع اليوم الخميس أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، يتم خلاله حرق نسخة من المصحف الشريف والعلَم العراقي، بحسب ما ذكرت الشرطة ووسائل إعلام محلية أمس الأربعاء.
وقال منظم التجمّع، سلوان موميكا (37 عاما) -وهو لاجئ عراقي في السويد- إنه يريد حرق نسخة من المصحف الشريف أثناء التجمع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السويدية التي أشارت إلى أنه هو الشخص الذي نظم حرق المصحف أمام مسجد في ستوكهولم الشهر الماضي.
وأثارت حادثة حرق المصحف، الغضب في أنحاء العالم الإسلامي وخرجت مظاهرات حاشدة منددة بالواقعة، وأصدرت حكومات دول إسلامية ومنظمات، بيانات احتجاج في حين يسعى العراق لمحاكمة سلوان موميكا.
احتجاجات على حرق المصحف
وكان أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد دعوا إلى مظاهرة اليوم الخميس احتجاجًا على الحرق الثاني المزمع للمصحف في السويد خلال أسابيع فقط.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أواخر الشهر الماضي إلى احتجاجات مناهضة للسويد وطرد سفيرها بعدما أحرق عراقي المصحف في ستوكهولم.
ونُظّمت مظاهرتان كبيرتان خارج السفارة السويدية في بغداد عقب حرق المصحف، ووصل المتظاهرون إلى أرض السفارة في إحدى المظاهرتين.