العمل خارج السويد شريطة العمل عن بعد!

يغادر المهندسون السويد بسبب الأجور الأدنى، ومقصدهم الرئيسي الدنمارك والنرويج حيث يحصلون على رواتب أعلى بحوالي 200 ألف كرون بالمقارنة مع السويد. يهدد هذا الاكتفاء الذاتي للسوق الداخلية في السويد. لهذا تواصلتُ مع يوهان كرايسبريس Johan Kreicbergs، مدير السياسة الاجتماعية في نقابة المهندسين السويديين Sveriges Ingenjörer، لفهم الأمر وتأثيره على جميع النواحي المرتبطة بالسويد، وإن كان سيناريو تعويض النقص عبر المهاجرين أحد الحلول الممكنة.

تأثير العمل عن بعد

يميل المهندسون للعمل خارج السويد عندما تتاح لهم فرصة العمل عن بعد أكثر، ولهذا خطر لي: ما مدى أهمية دور العمل عن بعد في التأثير على قرار المهندسين بالانتقال إلى الدنمارك أو التفكير في الانتقال إلى دولة شمالية أخرى؟

يرى يوهان بأنّ للعمل عن بعد تأثيراً كبيراً جداً يمكن أن يشكّل فارقاً: «إنّها مهمّة جداً. أود أن أقول إن غالبية أعضائنا ليسوا على استعداد للانتقال إلى الدنمارك أو أي بلد آخر. علاوة على ذلك، هناك نسبة قليلة فقط من أعضائنا يقبلون وقت تنقل أطول من ساعة واحدة (اتجاه واحد) إذا كان عليهم التواجد في مكان العمل كل يوم. ومع ذلك، إذا كان بإمكانهم العمل عن بعد 3 أيام في الأسبوع، فإن نصفهم على استعداد لقبول وظيفة تستغرق أكثر من ساعة واحدة (اتجاه واحد)».

هذا يوضّح بشكل لا لبس فيه بأنّ الأجر المرتفع وحده لا يمكن أن يجعل المهندسين السويديين يغادرون البلاد، ولا يعني هذا بأنّ زيادة الأجور لا يجب التفكير فيها، ولكن من المهم فهم العوامل المتنوعة. لكن هل هذا يعني أنّ توسيع فرص العمل عن بعد داخل السويد ستؤدي حتماً إلى الحفاظ على المواهب داخلها؟

يقول يوهان بأنّ الإجابة على هكذا سؤال عام غير ممكنة، وأنّ كلّ حالة، وكلّ مقاطعة، تحمل إجابات منفصلة: «من الصعب الإجابة على السؤال المتعلق بالاحتفاظ بالمواهب، لأن الإجابة تختلف من مكانٍ لآخر داخل السويد. نعتقد أن سوق العمل الإقليمي للمهندسين سوف يتحلل. في بعض أجزاء البلاد، واجه أصحاب العمل صعوبات كبيرة في توظيف المهندسين، ولكن مع العمل عن بعد، فإن هذه الصعوبات تنخفض».

ماذا عن المهندسين المهاجرين؟

تبعاً لكون معظم قرّاء "أكتر" ومتابعيها من المهاجرين، كان من المهم لي أن أسأل عمّا إن كان لدى النقابة بيانات بخصوصهم، حيث يمكننا أن نفهم إن كان هناك فرصة لاستخدامهم لتعويض النقص في المهندسين. لهذا أردتُ من يوهان أن يجيبني إن كان لدى النقابة أي دراسات أو بيانات عن عدد المهندسين المهاجرين الذين ينتقلون خارج السويد للعمل؟ وبشكل تابع: كيف يؤثر هذا في التأثير الإجمالي على عرض المهارات في السويد؟

للأسف، ليس لدى النقابة هذا النوع من البيانات، وهو ما جعل يوهان يعتذر عن الإجابة قائلاً: «لسوء الحظ، ليس لدينا أي بيانات عن عدد المهندسين المهاجرين الذين ينتقلون إلى خارج السويد».

لكن ربّما إن عدنا بعد فترة، سنجد بأنّ أحداً في النقابة قرر أن يتبع هذا الخط، ويتابع هذا الإحصاء الذي أجده هاماً.

ماذا ستفعل النقابة؟

في ظلّ الاتجاهات الحالية والاهتمام المتزايد بالعمل في الخارج بين طلاب الهندسة، من المهم أن نعلم ما هي الاستراتيجيات التي تفكّر فيها النقابة للاحتفاظ بالمواهب داخل السويد.

يقول يوهان بهذا الخصوص: «العامل الأكثر أهمية هو أن الفجوة في أجور المهندسين بين الدنمارك والسويد أصبحت أصغر. لدينا مناقشات مع أصحاب العمل». هذا مريح بعض الشيء، فكلّما قلّت الفجوة في الأجور بين السويد والدول الأخرى، عنى ذلك إمكانية أكبر للحفاظ على المهندسين في السوق المحلية.

يجعلني هذا أفكر: هل هناك اتجاهات مماثلة لوحظت في المهن الأخرى فيما يتعلق بالانتقال إلى الدنمارك أو دول الشمال الأخرى؟ وكيف يمكن مقارنة هذه الاتجاهات بتلك الموجودة في القطاع الهندسي؟

ورغم عدم وجود بيانات كاملة لدى يوهان ليجيبنا بشكل شامل، إلّا أنّه قال بالاعتماد على فرص العمل عن بعد الأكثر بين المهندسين بأنّ هذا الاتجاه أكبر بينهم: «ليس لدينا أي بيانات بخصوص التنقل إلى الدنمارك لمهن أخرى. ومع ذلك، فإن غالبية القوى العاملة في السويد ليس لديهم الفرصة للعمل عن بعد. يعمل حوالي 40٪ من القوى العاملة في السويد عن بعد يوماً واحداً على الأقل في الأسبوع. وتبلغ النسبة بين المهندسين أكثر من 70٪. ومن ثم، فإننا نعتقد أنه من الشائع أكثر أن يتنقل المهندسون إلى الدنمارك مقارنة بالمتوسط».