اكتر-مقال رأي : ضجت منصات وسائل التواصل الاجتماعي بمنشور لمواطنة سويدية أشعل فتيل الخلافات وأثار زوبعة من التعليقات بين مؤيد ومعارض، ليصل في نهاية المطاف إلى عناوين الصحافة ووسائل الإعلام. وهذا نص المنشور مترجمًا: "قطر؟ المملكة العربية السعودية؟ لا إنها السويد في العام 2020! فبينما يسبح السويديون بملابس السباحة التقليدية، تسبح امرأة مرتدية خيمة، ولا يرتدي الرجل الذي يرافقها سوى ملابس السباحة. منظر بالٍ ومقزز يثير الغضب بمجرد التفكير بالاضطهاد الواضح للمرأة. شكرًا للسياسيين السويديين الذين أنشأوا السويد الجديدة وأجبرونا على قبول صورتها بغض النظر عن رأينا بها، لتصبح المساواة بين الجنسين الآن مجرد ذكرى!" https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=877146652808434&id=100015393210085 نعم سيدتي إنها السويد، حيث الحرية والديمقراطية واحترام المعتقدات. حيث يرتدي المرء ما يشاء ويعتقد بما يشاء ويستمتع بحياته كيفما شاء، فلا سلطة تفرض عليه ولا عرفًا يجبره. إنها السويد بالفعل، بلد الأطياف المتعددة، حيث تقبّل الآخر واحترام خصوصيته وخياراته وخلفيته الثقافية والدينية. قد لا يعنيك كل هذا في شيء، فأنت الآن في صدد الدعوة إلى المساواة وتسليط الضوء على حقوق المرأة والاضطهاد، ولا ضير الآن في انتهاك خصوصية الآخرين انتهاكًا صارخًا بتصويرهم ونشر صورهم، فرسالتك سامية والغاية تبرر الوسيلة، أليس كذلك؟ الفرق شاسع يا عزيزتي والمقارنة مجحفة، فالمرأة في الدولتين اللتين أتيتي على ذكرهما لا خيار أمامها سوى أن تتبع الأعراف والتقاليد وترتدي ما يفصل لها مجتمعها، فحرية الاختيار مسلوبة والمرأة ما زالت تقبع تحت سلطة رجل الدين والدولة والعادات والمجتمع، فلا فسحة رأي ولا حرية اختيار. لذا لا تقلقي، فهذه امرأة غير مضطهدة ولم تجبر على ارتداء "خيمتها"، هو خيارها بمحض إرادتها، فلا سلطة لأب أو زوج أو أخ ستفرض عليها في السويد. وإن شاءت أن تغير زيّها، فلن يثنها عن قرارها أحد. هي تعرف حق المعرفة حقوقها ومكانتها وسقف حريتها، ولو شاءت لاختارت زيًا آخر أو مظهرًا آخر لتظهر به، لكنها ارتأت بمحض إرادتها أن تتمسك بما ألفته. أفليست تلك الحرية التي تضمنها السويد؟ إن ما أقدمت عليه لا يتجاوز كونه انتهاكًا صارخًا لخصوصية الآخرين، أم عساها العنصرية والبغضاء وغشاوتهما، لا أدري. ألم يئن الأوان بعد لأن تتفتح العقول وتنضج الشعوب لتلتقي في علاقة متناغمة؟ أليس جديرًا بنا أن ننحّي جانبًا حواجز العرق والدين والقومية ونرسخ دعائم الوحدة، فنترك للأجيال القادمة موروثًا أكثر سلامًا ومحبة وقبولًا للآخر؟ بقلم/ آلاء أبو شحوت مترجمة وصحفية