أخبار السويد
العيد الوطني السويدي: تكريم لإرث فاسا في الذكرى الـ500 لتأسيس البلاد
Aa
foto: Johan Pihlemark/sydsvenskan
يُحتفل اليوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران بالذكرى الخمسمائة لاختيار غوستاف فاسا ملكاً على السويد في السادس من يونيو/حزيران 1523 في اجتماع الجمعية الوطنية Riksmötet في بلدية سترينغنس Strängnäs.
وفي مالمو، يذكر الكثيرون هذا الملك العظيم بطريقة مختلفة، يتذكرونه كرجل سحب سكيناً على تاجر وعضو مجلس ألماني في السوق الكبير قبل حوالي 499 عاماً في ساحة ستورتورجيت Stortorget.
الملك السويدي غوستاف فاسا الذي تعرض لهزيمة مريرة في مالمو. الصورة: أرشيف صور Sydsvenskan
تعود القصة إلى الوقت الذي سبقته الصراعات المسلحة مع كريستيان الثاني، ملك الدنمارك، كانوا السويديون قد احتلوا، بمساعدة مالية من الهانزا في لوبيك، مقاطعة بليكينغه Blekinge ونصف بوهوسلان Bohuslän، لكنهم فشلوا في الاستيلاء على مقاطعة غوتلاند Gotland.
وفي هذا السياق، كان الدنماركيون والسويديون قد اشتروا السلطة من خلال أموال ألمانية مقترضة. وفي أغسطس 1524، كانت الأزمة المتشابكة من المفترض أن تحل في مالمو، حيث كان الجميع يبحثون عن السلام. كان الملك السويدي واثقاً في نفسه، فقد توصل إلى اتفاق مع الألمان، وكان جزءاً من هذه الصفقة من وجهة نظر السويديين هو الزواج بين غوستاف فاسا وابنة فريدريك الأول، الملك الدنماركي الجديد المثبت حديثاً، ووصل غوستاف فاسا إلى مالمو، بصحبة مجموعة كبيرة من النبلاء والفرسان، حيث كان غوستاف فاسا ضيفاً عند يورغن كوك Jorgen Kock، الذي كان عمدة مالمو، وكانت الوفد الألماني متواجداً في مزرعة درينجنبرج Dringenbergska. وكان فريدريك الأول (الذي خلف كريستيان الثاني)، يسكن في العقار الملكي، الذي كان السلف لقلعة مالموهوس Malmöhus castle.
بدأت المفاوضات ولكن الأمور لم تسر كما خطط لها، كان الملك إريكسون يشعر بالأمان، فقد توصل إلى اتفاق مع الألمان. هكذا ظن ولكن في الواقع سقط في الفخ. امتدت المفاوضات في الوقت، وأصبح من الواضح أن الملك الدنماركي والألمان قد توصلوا إلى اتفاق خلف ظهره.
وكانت النتيجة أن معاهدة السلام، المعروفة بـ "مرسوم مالمو"، أصبحت ضربة موجعة لـفاسا حيث حصل الدنماركيون على بليكينغه مرة أخرى واحتفظوا بغوتلاند. في النهاية، عاد السويديون إلى منازلهم بإحباط، وبقي للمملكة السويدية دين اقتصادي كبير للوبيك.
في السوق الكبير، تحديداً خارج فندق كرامر الحالي، وقعت مشاجرة بين الملك السويدي والدبلوماسي الألماني هيرمان إيسرهيل. أخرج الملك فاسا سكيناً، لكن أتباعه منعوه من الاعتداء، واستطاع إيسرهيل الهروب والنجاة بحياته. بعد هذه الأحداث، هدد الملك السويدي الدبلوماسي الألماني قائلاً: «سوف تشعر بالعار يوماً ما، أيها الخائن الغاضب!».
مرة أخرى، بدلاً من التخلص من تأثير الألمان مرة واحدة وإلى الأبد، أصبح الدَّين الذي تركته هذه الأحداث يؤثر على السياسة الخارجية السويدية لسنوات طويلة.
واليوم، يذكرنا لوح تذكاري أمام فندق كرامر Hotel Kramer، وضعته صحيفة سيدسفينسكان Sydsvenskan السويدية في عام 1990، بتلك الأحداث. يقول النص على اللوح: "خلال اجتماع السلام في أغسطس 1524، أخرج الضيف الأجنبي غوستاف فاسا سكيناً ضد التاجر الألماني هيرمان إيسرهيل في هذا المكان". حتى إن لم يكن هناك دم تم سفكه في السوق الكبير ذلك اليوم، إلا أن هذا الحدث غير المجيد لا يزال يلقي ظلاله على التاريخ السويدي.