من خلال هذا التقرير، نستعرض مقالة الرأي التي كتبتها الصحفية زينة ديواني Zina Al-Dewany باللغة السويدية في aftonbladet حول قضية التلاعب بالنتائج في مدارس الأثرياء في السويد. الغرض من تقديم هذا التقرير هو تقديم القضايا المهمة للقراء باللغة العربية، وليس الادعاء بأن هذه الأحداث تمثل الوضع العام في السويد.فضيحة التلاعب بالنتائجتعتبر مدرسة Campus Manilla في Djurgården في ستوكهولم واحدة من أكثر المدارس المرغوبة في السويد، حيث ترسل العديد من الأسر النافذة والأثرياء أبناءهم إلى هناك. ومع ذلك، كشفت تقارير صحفية حديثة أن خمسة من الطلاب على الأقل في المدرسة قد قاموا بالغش في الاختبارات.تشير تقارير صحيفة Dagens Nyheter إلى أن الغش كان جاريا لأكثر من عام في الاختبارات الرقمية للثانوية العامة. القائمون على المدرسة لم يستبعدوا إمكانية توقيف بعض الطلاب، ولكن يبقى السؤال، هل يجرؤ المديرون حقا على تحدي الأسر الغنية للطلاب المتورطين؟ التضليل وانعدام الثقة في التقييميتجاوز الغش مشكلة مدرسة واحدة. الآن، تهدد كلية الأعمال في ستوكهولم بإدراج مدرسة Campus Manilla في القائمة الحمراء، حيث لا يمكن الثقة في أن الطلاب يحصلون على الدرجات التي يستحقونها. وهذه المشكلة ليست ناتجة فقط عن الغش، بل أيضاً عن توزيع ما يعرف بـ"الدرجات السعيدة glädjebetygen" بشكل واسع.أظهرت التحقيقات التي أجرتها مفتشيّة المدارس Skolinspektionen أن الضغوط تمارس من قبل الطلاب والآباء على المدرسة. ومع ذلك، أصرت Campus Manilla على أنها لا توزع الدرجات السعيدة. يشدد لارش سترانغورد Lars Strannegård، مدير كلية الأعمال في hhs، على أنّ هذه المشكلة موجودة في العديد من المدارس الثانوية، ويقترح حلاً أن يتم اختبار الطلاب من المدارس المعروفة بتوزيع الدرجات السخية قبل قبولهم.مدارس الأثرياء والانتقاداتتشترك مدارس مثل Campus Manilla وLundsbergs skola وÖstra Real وTäby Enskilda gymnasium في العديد من الخصائص، بما في ذلك ارتيادها من قبل طلاب لدى أهلهم موارد وفيرة. ومع ذلك، تواجه كل هذه المدارس انتقادات حادة من مفتشيّة المدارس. يترك هذا أثره على العدالة والتحصيل الأكاديمي الجيد.يتحدث أغلب الناس عن السويد كمجتمع يعتمد على الجدارة، حيث يتم مكافأة الذين يعملون بجد. ولكن، تظهر هذه الأحداث أن الواقع قد يكون مختلفاً، حيث يمكن للثروة أن تؤثر بشكل كبير على تعليم الأطفال وتقديراتهم ومستقبلهم. الثراء يمكن أن يشتري حياة أطول وأكثر صحة لأطفالهم، ويبدأ كل هذا في المدرسة.في الختام ..وفي ضوء الأحداث المتواصلة، يبقى السؤال عن كيفية تأثير هذه القضايا على التعليم والعدالة الاجتماعية في السويد. هل ستتمكن المدارس من التغلب على هذه التحديات وضمان نزاهة النظام التعليمي؟ وهل ستتغير السياسات لتحسين التوازن بين الفرص والإمكانات المتاحة لجميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم الاقتصادية؟في النهاية، يجب أن يكون التعليم أداة لتعزيز العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وليس أداة لتعزيز الفجوات الاجتماعية والاقتصادية. السبيل لذلك هو عبر الشفافية، النزاهة والمساءلة في جميع مستويات النظام التعليمي.