وصلت الفجوة في الدخل بين كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الكبرى في السويد والعمال الصناعيين إلى أعلى مستوياتها منذ أن بدأت اتحاد نقابات العمال السويدي (LO) بإجراء مقارناته السنوية. ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن LO، فإن متوسط دخل الرؤساء التنفيذيين في أكبر 50 شركة سويدية خلال عام 2023، بما في ذلك أرباح رأس المال، كان أعلى بـ 71,1 مرة من متوسط راتب العامل الصناعي. ويعد هذا الرقم الأعلى منذ بدء الاتحاد بإجراء هذه المقارنات منذ 70 عامًا. تسارع الفجوة في السنوات الأخيرة على مدار السنوات الماضية، شهدت الفجوة بين رواتب كبار المديرين والعاملين تسارعًا ملحوظًا. ففي عام 2019، كان دخل الرؤساء التنفيذيين يعادل 60,2 ضعف متوسط راتب العامل الصناعي، فيما شهد عام 2022 انخفاضًا طفيفًا، لكنه عاد للارتفاع في عام 2023 ليصل إلى أعلى مستوى له. وتعليقًا على هذه الأرقام، قال رئيس اتحاد LO، يوهان ليندهولم: "هذه الأرقام تصيبنا بالدهشة. من غير المعقول أن من حافظوا على استقرار البلاد خلال جائحة كورونا وأزمة التضخم يتم تجاوزهم بهذه الطريقة من قبل كبار رجال الأعمال." مستويات تاريخية من التفاوت في الدخل لا تقتصر المقارنة على المديرين التنفيذيين فحسب، بل تشمل أيضًا مجموعة أوسع من الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية في القطاعات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، وهي الفئة التي يطلق عليها "النخبة الحاكمة". في عام 2023، بلغ متوسط دخل هذه الفئة 23,4 ضعف راتب العامل الصناعي، وهو أعلى مستوى تم تسجيله وفقًا لـ LO. تاريخيًا، عندما بدأ الاتحاد بإجراء هذه المقارنات عام 1950، كان دخل هذه الفئة يعادل 11,1 ضعف راتب العامل الصناعي. أما في عام 1980، فكانت الفجوة في أدنى مستوياتها، حيث لم تتجاوز خمسة أضعاف راتب العامل الصناعي. اقرأ أيضاً: النساء يتحملن العبء الأكبر في رعاية الأطفال أكثر من الرجال.. واتحاد النقابات يطالب برفع التعويضات مخاوف حول عدالة توزيع الثروة وتأثيرها على الاقتصاد يثير هذا التفاوت الكبير في الأجور جدلًا واسعًا حول العدالة الاقتصادية وتأثيرها على المجتمع والاقتصاد السويدي. وفي هذا السياق، تساءل ليندهولم مستنكرًا: "من يحتاج هذه الأموال أكثر؟ النخبة الاقتصادية أم المواطنين العاديين؟ لا يقتصر الأمر على كونه غير عادل، بل إنه أيضًا ضار بالاقتصاد السويدي ككل."