أعربت الأسرة الملكية السويدية عن استيائها من عدم كفاية الميزانية المخصصة لها خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن الموارد المالية لم تكن كافية لتلبية جميع الالتزامات والطلبات التي تلقاها الملك كارل السادس عشر غوستاف. جاء ذلك في التقرير المالي السنوي للهوف الملكي، والذي تم تقديمه للحكومة السويدية، حيث أوضح القصر أن التمويل المقدم عام 2024 لم يكن كافيًا لتمكين الملك من تلبية كافة الدعوات الرسمية والمتطلبات التي وردت من البرلمان، الحكومة، الهيئات الرسمية، قطاع الأعمال، وحتى الأفراد. وجاء في التقرير: "جلالة الملك قام بأداء واجباته وفقًا لما يقتضيه منصبه، لكن لم تكن هناك إمكانيات كافية للاستجابة لكامل الطلبات الواردة من المؤسسات المختلفة، وهو أمر ينبغي معالجته." أزمة التمويل وتأثيرها على القصر والحدائق الملكية إلى جانب نقص الميزانية، أشار القصر إلى مشكلة تمويل صيانة الحدائق الملكية، والتي تشمل ديورغاردن، أولريكسدال، وهاغا. وأوضح التقرير أن زيادة الكثافة السكانية في مناطق مثل نيو ديورغاردنستادن وهاغا ستادن أدت إلى زيادة الضغط على المساحات الخضراء، مما يتطلب موارد إضافية للحفاظ على الحدائق وصيانتها. وصرّح ستافان لارسون، المسؤول عن الشؤون المالية في القصر الملكي، قائلًا: "مع ازدياد عدد السكان، أصبح هناك المزيد من الزوار في الحدائق الملكية، وهو أمر إيجابي، لكنه يؤدي أيضًا إلى تآكل البنية التحتية وزيادة النفايات، ما يستدعي تمويلاً إضافيًا يضمن استدامة هذه المساحات على المدى الطويل." وأضاف أن تمويل الحدائق يعتمد حاليًا على إيرادات السياحة، مما يجعله غير مستقر، مؤكدًا الحاجة إلى مصادر تمويل مستدامة بدلاً من الاعتماد على الزوار ودخل القصر من الجولات السياحية. احتفالات قادمة ومطالب مالية إضافية رغم الصعوبات المالية التي واجهها القصر خلال العام الماضي، أشار التقرير إلى أن الوضع تحسّن جزئيًا بعد زيادة المخصصات المالية في الميزانية الخريفية لعام 2024، مما يمنح العائلة المالكة قدرة أكبر على أداء واجباتها والاستجابة للدعوات الرسمية. وفيما يتعلق بالمناسبات المقبلة، أكد القصر أن الاحتفال بعيد ميلاد الملك الثمانين وعيد زواجه الذهبي من الملكة سيلفيا في عام 2026 سيتم تغطيته ضمن الميزانية الحالية. إلا أن القصر كشف عن نيته التقدم بطلب للحصول على تمويل إضافي في عام 2027 بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد ولية العهد الأميرة فيكتوريا الخمسين، لضمان إقامة فعاليات تليق بالمناسبة. تمويل القصر بين الانتقادات والاحتياجات يُعد التمويل المخصص للعائلة المالكة السويدية موضوعًا متكررًا للنقاش في الأوساط السياسية والشعبية، حيث يتساءل البعض عن ضرورة الزيادات المستمرة في الميزانية الملكية، في حين يرى آخرون أن الأنشطة الرسمية التي يقوم بها أفراد العائلة المالكة تتطلب موارد إضافية لضمان تمثيل السويد بالشكل اللائق داخليًا وخارجيًا. ومن المتوقع أن تنظر الحكومة في طلبات القصر ضمن مداولات الميزانية المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار التوازن بين الاحتياجات الملكية وميزانية الدولة.