مقالات الرأي

اللاجئون ورقة رابحة دوماً بأيدي السياسة والسياسيين

Aa

اللاجئون ورقة رابحة دوماً بأيدي السياسة والسياسيين

اللاجئون ورقة رابحة دوماً بأيدي السياسة والسياسيين

مقال رأي للكاتبة مزنة بلّان خاص بـ“أكتر”

مقولاتٌ وشعاراتٌ كثيرة حملتها العديد من الدول والمنظمات الإنسانية، والتي رغم نجاعة تحقيق بعضها وإنسانية تطبيقه، ينطوي الآخر على الكثير من المتاجرة باسمهم واستغلال قضاياهم كورقة رابحة بأيدي سياساتها المسؤولة بشكلٍ مباشر عن هذه الأزمات وتفاقمها حول العالم.
صراعاتٌ مستمرّة لا تكاد تسكنُ معها حربٌ ما هنا حتى تندلع أخرى هناك، وكأسٌ يدور على جميع الشعوب ليتجرّع كلٌّ نصيبه ، فمن لم يمرّ بها كان قد مرّ أو سَيمر. 
وعند كل مرّة يُكرّر سيناريو اللجوء مع تفاوتٍ في الظروف التي لا شكّ لكلٍّ منها خصوصيته إنما تُفضي إلى نتيجة واحدة، شعبٌ مُشرّدٌ في أصقاع الأرض يبحث عن وطنٍ بديل. 

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

تحوّل الأنظار عن المأساة السورية الأشهر لصالح مأساة جديدة.. 

عقدٌ أخير تربّعت المأساة السورية على عرشه، تنافست فيه الدول طيلة تلك الفترة على تصريحاتٍ شبه يومية حول هذه المسألة وتفاقمها يوماً عن يوم. كما شرَعَت حينها بعض دول الجوار بسرعة قياسية وبهمّة عالية في تجهيز الخيام والبدء بنهب تبرّعات الاقتصاد الدولي بحجة استضافتهم "الإنسانية" للاجئين السوريين. 
هؤلاء أنفسهم الذين تهافتوا على اقتسامهم سابقاً، باتوا الآن يشكلون خطراً داهماً على اقتصاداتهم وديموغرافية بلادهم وفرص عمل أبنائهم، ليتحوّل السوريين إلى الشمّاعة التي تُعلّق عليها كل انحرافات المجتمع المُضيف ومصائبه.
وذلك بعد أن انطفأ وهج معاناتهم إعلامياً بتصدّر خبرٍ جديد وحربٍ جديدة تتضمن موجة لجوء أكثر حداثة. لتُنسى ويتململ منها العالم كسابقتها الفلسطينية وغيرها.
لبنان المجاورة مثلاً تناشد وتهدّد المجتمع الدولي بترحيل اللاجئين إلى بلادهم على لسان رئيس وزرائها نجيب ميقاتي. والذي طالب بـ3.2 مليار دولار لمعالجة التأثير المستمر للأزمة السورية، بحسب بيان للأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إنه تم تقديم حوالي 9 مليارات دولار كمساعدات من خلال "خطة لبنان للاستجابة للأزمة" منذ عام 2015.
فيما حذرت جماعات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، من الإعادة القسرية إلى سوريا، خوفاً من حالات اعتقالٍ أو تعذيبٍ أو اختفاءٍ تمارسها السلطات.
أما تركيا التي كشفت أوراقها علنيّاً، لا تفوّت فرصة التلويح بورقة اللاجئين الرابحة في كل حين وعند كل مناسبة كضغطٍ مستمر على الاتحاد الأوروبي بغية تحقيق أهدافٍ اقتصادية أو توسّعية.
إضافةً لتعرّض السوريون على أراضيها الآن لعنصرية شديدة وإهاناتٍ ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي. 

إلى أوروبا

وفي أوروبا التي كانت أكثر رأفةً على السوريين من أشقائهم العرب، يلاحظ البعض منهم فيها الآن تحييداً في الاهتمام لصالح الأوكران الجدد وما رافق ذلك من تصريحاتٍ ومقابلاتٍ عديدة كشفت عن عنصرية مبّطنة مع تمييزٍ في المعاملة. 
أزمة عالمية جديدة تتمحور حولها جميع أحداث العالم وتأرجحات اقتصاده بشكل أكثر اتساعاً وأهمية من حروب الشرق الأوسط السابقة. فهي الآن على مقربة من الدول الكبرى وعلى تماسٍ مباشر معها ومع حدودها وليست حرباً بالوكالة على أراضي دول العالم الثالث. لتشكل خطراً لوجستيّاً وسياسياً واقتصادياً يتفاقم يوماً عن يوم وينعكس صورة سلبية وواضحة على دول العالم قاطبةً دون استثناء.
فإذا ذهبت لتشتري بعض المنتجات ابتداءاً من ورق التواليت وصولاً إلى الزيوت النباتية تجدها بسعرٍ قد تضاعف بعض الشيء هذا إن وُجدت، والسبب حرب بوتين والتضخم العالمي.
ليعيدني هذا إلى مشهدٍ مشابهٍ في سوريا عند ارتفاع أسعار الخضراوات يبرّر فيها التاجر صدمة المستهلك "كلو على غلا الدولار" ليرّد بدوره قائلاً : "ما علاقة الدولار بمزروعات الحواكير يا رجل". 

مأساة

الحروب مأساةٌ إنسانيةٌ حقيقية حتى لمن نجا من أتونها، فلكل نجاةٍ فواتيرها أيضاً. 
بلادٌ تضيع وهوياتٌ في طريقها للاندثار ،كما كوارث معيشية يعانيها من لم يغادر مع سياساتٍ تزداد شراسة وقسوة على أبناء جِلدتها لتُجهز على ما تبقى من "صمود


تنويه: المواد المنشورة في هذا القسم تنشرها كما وردت إلى هيئة تحرير منصة أكتر الإخبارية، دون تدخل منها - سوى بعض التصليحات اللغوية الضرورية- وهي لا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة أو سياستها التحريرية، ومسؤولية ما ورد فيها تعود على كاتبها.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©