المحامي محمد عنيزان يوضح متى يمكن سحب الإقامة في السويد
أخبار-السويد
Aa
المحامي محمد عنيزان يكشف تفاصيل معقدة حول سحب الإقامة في السويد
ألغت مصلحة الهجرة تصاريح الإقامة وسحبت صفة اللاجئ أو حق الحماية من حوالي 11 ألف شخصاً العام الفائت، ويمثل ذلك زيادةً كبيرةً مقارنةً بإحصائيات العام الذي سبقه. يشرح المحامي محمد عنيزان لمنصة أكتر بشكل مفصل عن عمليات إلغاء تصاريح الإقامة عند مصلحة الهجرة السويدية.
أسباب سحب الإقامة في السويد:
يوضح المحامي محمد عنيزان أن أسباب سحب الإقامة تنقسم إلى فئتين: الأسباب المتعلقة بالإقامة المؤقتة وتلك المرتبطة بالإقامة الدائمة. ويشدد على أن الحالات الأكثر شيوعاً لسحب الإقامة الدائمة تشمل الإدلاء بمعلومات غير صحيحة لمصلحة الهجرة، تشكيل خطر أمني، والإدانة بأعمال إجرامية.
في الحالة الأولى يدلي الفرد بمعلومات غير صحيحة عنه للحصول على تصريح الإقامة، لتكتشف الهجرة فيما بعد أنها معلومات خاطئة، فتقرر عندها سحبها منه. أما الحالة الثانية، أن يُقر جهاز الاستخبارات السويدي (سابو) أن الفرد يُشكل خطر أمني على السويد، أما الحالة الثالثة صدور حكم قضائي بأنه قام بعمل إجرامي معين وكان القرار مرفق بالترحيل إلى خارج السويد، ما يؤدي سحب الإقامة الدائمة والإقامة المؤقتة.
ويلفت المحامي عنيزان الانتباه إلى مشكلة الأفراد الذين يتعذر ترحيلهم، كأولئك الهاربين من الخدمة الإلزامية. هؤلاء قد يواجهون إما الاحتجاز أو الإفراج المؤقت مع قيود على حقوقهم.
ويضيف المحامي: "بالنسبة للسوريين، هناك قرار أممي أن سوريا ليس جاهزة بعد لاستقبال اللاجئين لذلك حتى الأشخاص الذين يحصلون على رفض تجديد لن يتم ترحيلهم ويبقون موجودين في السويد".
إقامة مانع ترحيل: متى تُمنح؟
في سياق المقابلة مع المحامي محمد عنيزان، سلط الضوء على مفهوم مهم وهو "إقامة مانع ترحيل'" في السويد، حيث يُمنح هذا النوع من الإقامة للأفراد الذين لا يمكن ترحيلهم إلى بلدانهم بسبب مخاطر أمنية أو ظروف خطرة قد يتعرضون لها هناك، أو الأشخاص الهاربين من الخدمة الإلزامية في بلدانهم.
ويوضح عنيزان أن مدة هذه الإقامة يمكن أن تتراوح بين 65 يوماً إلى 365 يوماً، مشيراً إلى أنها تعتبر في جوهرها نوعاً من العقوبة، حيث لا يُسمح للشخص بالعمل أو الحصول على بطاقة شخصية أو عنوان سكني خلال هذه الفترة. هؤلاء الأفراد يظلون في مساكن الهجرة، يعيشون على الدعم المالي من مصلحة الهجرة، ويُعاملون كلاجئين ينتظرون قرار الهجرة.
الحالة الرابعة: السفر خارج السويد
وخلال نقاشه مع منصة أكتر، أبرز المحامي محمد عنيزان الحالة الرابعة، والأكثر شيوعاً، لسحب الإقامة الدائمة في السويد كموضوع محوري. ويشرح هذا الموقف الذي يواجه العديد من المقيمين: عندما يحصل شخص على الإقامة الدائمة ولكنه يغادر السويد للعمل أو الإقامة في بلد آخر قبل الحصول على الجنسية السويدية.
ويؤكد عنيزان أن الغياب عن السويد كإقامة فعلية وعدم التواجد بشكل فعلي يعطي مصلحة الهجرة الحق في سحب الإقامة الدائمة.
ومع ذلك، يتوقف الأمر على الأسباب التي تجعل الشخص يغادر السويد وإذا كانت هناك أعذار مقبولة، قد تتساهل مصلحة الهجرة مع الوضع. بيد أن الغياب المستمر لأكثر من سنتين يعتبر سبباً كافياً لسحب الإقامة منه.
يقول المحامي عنيزان: "على سبيل المثال شخص أقام في السويد لمدة سنتين، ووصل لمرحلة سحب تصريح الإقامة منه، لكن بالمقابل لديه أطفال داخل السويد وعائلة وعمل سابق فيمكن للهجرة في هذه الحالة، إذا رأت أن لديك إقامة فعلية بالسويد، أن تحافظ على إقامتك".
ماذا عن سحب الإقامة بسبب عمل إجرامية أو جنحة؟
تناول المحامي محمد عنيزان في مقابلته، تأثير ارتكاب عمل إجرامي على وضع الإقامة الدائمة في السويد، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحمل تبعات جدية. ويوضح أن الأشخاص الذين يرتكبون جرائم، سواء كانت مخالفات، جنح أو جنايات، قد يواجهون خطر سحب الإقامة الدائمة.
ومع ذلك، يشدد على أن القرار في هذه الحالات لا يتخذه مكتب الهجرة مباشرةً، بل يأتي بناءً على قرار من المحاكم. تلك المحاكم التي تصدر أحكامها بعقوبات معينة، والتي قد تتضمن الترحيل، تلزم مصلحة الهجرة بتنفيذ هذه الأحكام.
هل زيارة سفارة البلد الأم يعني سحب الإقامة الدائمة؟
خلال المقابلة، تم طرح سؤال حول ما إذا كانت زيارة سفارة البلد الأصلي تؤدي إلى سحب الإقامة الدائمة في السويد: هنا يوضح عنيزان ببصيرة قانونية أن هذه المسألة تكتنفها سوء فهم شائع. ويؤكد على أن مجرد زيارة سفارة البلد الأم لا تشكل أساساً لسحب الإقامة.
العنصر الحاسم هنا هو الفرق بين زيارة السفارة لأغراض إدارية عادية، مثل إجراء معاملات، وبين التقدم للحصول على جواز سفر، الذي يُعتبر كنوع من اللجوء إلى حماية البلد الأصلي. حيث يقول: "هناك فرق كبير بين زيارة السفارة لإجراء معاملة وبين التقديم على طلب جواز سفر حيث يعتبر جواز السفر بالذات هو لجوء إلى حماية البلد الأم".
ويُشير عنيزان إلى أن الأخير قد يُعتبر دليلاً على عدم الحاجة إلى الحماية الدولية أو البديلة في السويد، وبالتالي يُمكن أن يُشكل أساساً لإعادة النظر في وضع الإقامة.
"استشر المتخصصين ولا تقع في فخ السوشل ميديا"
في ختام مقابلته، قدم المحامي محمد عنيزان نصائحاً ثمينةً للأفراد في مراحل الإقامة المؤقتة والدائمة في السويد، مؤكداً على أهمية الاستعانة بالمصادر الموثوقة والمتخصصة في مسائل الهجرة.
ويشدد عنيزان على أن القانون يتطلب معرفة دقيقة وتفصيلية، وبالتالي، ينصح بشدة بالتوجه إلى مستشارين قانونيين مختصين للحصول على المشورة الصحيحة والملائمة لكل حالة على حدة. ويحذر من الاعتماد على الإجابات العامة أو الخبرات الشخصية للآخرين، مؤكداً أن كل حالة قانونية تحتاج إلى تقييم فردي ومدروس.
عنوان مكتب محمد عنيزان
Scheelegatan 3, Malmö, Sverige
الموقع الالكتروني