مقالات الرأي

المدارس الإسلامية في السويد: ألغام مؤجلة إغلاقها هو الحل الأمثل والأصوب

Aa

المدارس الإسلامية في السويد: ألغام مؤجلة إغلاقها هو الحل الأمثل والأصوب

يقول محمد سعد: يجب إغلاق المدارس الإسلامية

محمد سعد خير الله* لخاص "أكتر"... المدارس الإسلامية في السويد، مسألة من المسائل الكبرى التي توقفت أمامها طويلاً، وقررت أن أكتب عنها على الرغم من معرفتي ويقيني أن كلامي لن يروق باي حال للقائمين عليها وأهالي الدارسين بها ومن الممكن بسببه أن أتعرض للهجوم والسب والتجريح بل ومن الممكن جدا أن يصل الأمر إلى حد تكفيري وإخراجي من الملة من بعض القنوات التابعة للجماعات الإسلاموية على اليوتيوب المهتمة بالشأن السويدي والتي تبنت حملة سابقة مسعورة للنيل من السويد وأطلقت وسم بعنوان أوقفوا خطف أطفال المسلمين بالسويد.

اقرأ معايير وهدف: (قسم أكتر للآراء)

ولكن كل ذلك لا يهم بالنسبة لي فشرف الكلمة يحتم علي التحذير وبعلو الصوت، وأن أدق الناقوس تجاه خطر داهم يهددنا جميعاً، فلا يعلق أبداً الاستمرار في صناعة ألغام مؤجلة إلى حين للانفجار في المجتمع، بصور وأشكال مختلفة تقطر بغض وكراهية عنصرية وتمييز واستباحة لكل من يختلف مع وجهة النظر أحادية الجانب المتشربة بصكوك امتلاك الحقيقة المطلقة المعتمدة من الإسلام السلطوي السائد في العديد من دول الشرق الأوسط، وهو إسلام قائم على خدمة الفاشيات الحاكمة سواء كانت هذه الفاشيات والأنظمة "عسكرية أو إسلاموية" في الحدين سواء، وبالتالي هو  ما استقر في المخيلة والوعي الجمعي لمعظم القائمين على المدارس وأغلبيتهم قادمين من هذه البلدان. تلك نسخة شديدة الرداءة من الإسلام والتي تصل إلى حد التقية (ومعناها إظهار عكس ما هو مبطن ومعتقد لخداع الناس) "وهنا أتحدث عن أفكار مستقرة بداخل العقول وليس أشخاص لذا وجب التنويه".

Johan Nilsson/TT 

أستطيع أن أقول وبملء  الفم أن كل سبل الرقابة والتشديد التي تنتهجها المنظومة التعليمية السويدية "لن تفلح أبداً"  فالسيستم العام في السويد قائم على الثقة ما بين مكونات المجتمع وبالتالي لن يستطيع مهما انتهج من آليات لتشديد المراقبة ضبط الموضوع، والنتيجة كارثية ومأساوية على المجتمع، فنحن الآن كمن يربي وحشاً غير قابل للترويض داخل منزله والافتراس مسألة وقت ؟

وبعودة موضوعية إلى ملف فساد الكثير من المدارس الإسلامية سنجد مخالفات بأرقام فلكية وفساد يزكم الأنوف والسؤال لماذا تحتل المدارس الإسلامية الصدارة وبأرقام حصرية في المخالفات والفساد دون عن كل المدارس؟

في السطور القادمة سنستعرض جزء بسيطاً جداً كعينة للقارئ مما أتحدث عنه:

حيث قررت مفتشية المدارس السويدية إغلاق مدارس Römosseskolorna الثلاث في يوتبوري اعتبارا من ١٩ نوفمبر من العام الماضي ٢٠٢١ معتبرة أن أعضاء مجلس الإدارة غير مناسبين لإدارة أنشطة تعليمية، وستغلق Lila Römosseskolan الثلاث في مناطق Rannebergen,Agnesberg,Gårdsteng وجميعها ذات توجه" إسلامي" وقال المحامي في مفتشية المدارس يوهان كيلينفيلت "للأسف لم يعد هناك ثقة بمجلس إدارة المدرسة، يذكر أن بعض الاتهامات التي طالت مدير المدارس تتعلق بإرساله تبرعات بمبالغ كبيرة جدا من أموال المدارس إلى "الصومال " سنكتفي بهذا القدر وأغلبية أصحاب المشاكل على هذا المنوال.

Adam Ihse/TT 

يذكر أن وزيرة التعليم "لينا أكسلسون كيلبوم" أعلنت في فبراير الماضي أن الحكومة السويدية تريد تشديد القوانين الخاصة بالمدارس الدينية المستقلة بعد أن وجدت المخابرات السويدية "Säpo" روابط بينها وبين البيئات الإسلامية المتطرفة والآن يتم تقديم العديد من المقترحات لإجراء تغييرات في القانون، من شأنها منع الجهات المجرمة من إجراء الأنشطة المدرسية، وما بين الإجراءات التي وضعتها الحكومة شرط وجود الديمقراطية لإدارة المدارس ذات الطابع الديني، ومن المعروف وبموجب القانون فإن وقف تأسيس مدارس دينية ينطوي على مخاطر انتهاك للاتفاقية الأوربية والتي تنص على أن للوالدين الحق في اختيار تعليم أطفالهم بما يتماشى مع معتقداتهم الدينية. نعم هذا هو القانون ولكن  هناك سؤال غاية في الأهمية: ماذا لو اكتشفنا أن هذا القانون يقف مكتوف الأيدي أمام تصنيع "دواعش للمستقبل نتاج ما يتم تدريسه في بعض المدارس.

ثمّ إنّ كلام وزيرة التعليم رائع عن شرط الديمقراطية في إدارة المدارس الإسلامية ولكن ماذا لو اصطدمت الديمقراطية مع النسخة المستقرة في الوعي الجمعي لدى الاغلبية ممن يقومون على إدارة تلك  المدارس وسبق إشارتي لها في بداية المقال؟ كما أنّ هناك أمر أخر لابد أن أشير له تتحدث بعض التقارير عن "شريحة عمرية " قدرت من ١٨ إلى ٢٥ سنة ممن قاموا بأعمال همجية وتخريبية، للاحتجاج ضدّ ما قام به "بالودان وحرقه للقرآن" وعدم تقبلهم لحرية الرأي والتعبير، فكم من هؤلاء تلقى تعليمه في "المدارس الدينية "؟ لابد من وجود آلية لمعرفة هذا الأمر فهو كاشف جداً عمّا تنذر به الأيام.

الخلاصة: الإغلاق هو الحل الأمثل والأصوب والذي سنصل إليه ولكن بعد تحمل الكثير من الخسائر فالماذا لا نبدأ به الآن؟؟

*محمد سعد خير الله: ناشط من نشطاء السلام وعضو رابطة القلم السويدية.

 

في قسم الآراء أيضاً:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مقالات الرأي

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©