منوعات

"المشروع A119": عندما أرادت أمريكا تفجير قنبلة نووية على سطح القمر!

Aa

قنبلة نووية

Foto: pixabay

للوهلة الأولى، يبدو عنوان الورقة البحثية "دراسة في رحلات استكشاف القمر" عادياً ومسالماً، ولكنه في الحقيقة مشروع أُطلق عليه اسم A119، وهو عبارة عن مقترح سرّي للغاية لتفجير قنبلة هيدروجينية على سطح القمر، وظلّت الوثائق سرّية لما يقرب من 45 عاماً.

وكانت القنابل الهيدروجينية أكثر تدميراً بكثير من القنبلة الذرية التي أسقطت فوق هيروشيما عام 1945 في الحرب العالمية الثانية والتي دمرت 90% من مباني ومنشآت المدينة.

في موازاة ذلك، تم الكشف عن وجود المشروع الأمريكي عام 2000 من قبل إل رايفل، أو ليونارد رايفل Leonard Reiffel المدير التنفيذي السابق في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA، وهو واحد من أبرز علماء الفيزياء النووية الأمريكيين، وقادَ المشروع عام 1958. ورغم اكتشافاته لم تعترف حكومة الولايات المتحدة رسمياً بمشاركتها في الدراسة.

بالإضافة إلى ذلك، عمل مع إنريكو فيرمي مبتكر أول مفاعل نووي في العالم والذي لقب بـ "مهندس القنبلة النووية"، وكان الشاب كارل ساجان Carl Sagan جزءاً من الفريق المسؤول عن التنبؤ بآثار الانفجار النووي في الفراغ وانخفاض الجاذبية، وتقييم القيمة العلمية للمشروع. 

وبعد أن طلب مسؤولون كبار في القوات الجوية من رايفل إعطاء الأولوية للمشروع والإسراع بصياغة تفاصيله، كتب العديد من التقارير بين مايو/ أيار عام 1958 ويناير/ كانون الثاني عام 1959 التي تتناول جدوى الخطة وقابلية تنفيذها.

في حين أن المشروع A119 ربما يكون قد ساعد في الإجابة على بعض الأسئلة العلمية الأساسية المتعلقة بالقمر، فإن هدفه الرئيسي كان استعراض القوة، وكانت الخطة هي تفجير القنبلة على الخط الفاصل بين الجانب المضيء والجانب المظلم من القمر لإنتاج وميض قوي يستطيع أي شخص أن يراه بالعين المجردة.

لكن لم يتم تنفيذ المشروع أبداً، حيث تم إلغاؤه بعد أن قرر مسؤولو القوات الجوية أن مخاطره تفوق فوائده.

أسباب مشروع تفجير القنبلة النووية على سطح القمر

في خمسينيات القرن الماضي، بدت الولايات المتحدة غير قادرة على الفوز في الحرب الباردة، وكان الرأي السياسي والرأي العام متفقين على أن الترسانة النووية للاتحاد السوفيتي متفوقة على نظيرتها الأمريكية، لا سيما في عدد القنابل والصواريخ النووية ومدى تطورها.

وفي عام 1952، فجّرت الولايات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية، ولكن بعد 3 سنوات، أصاب الاتحاد السوفيتي واشنطن بالصدمة عندما فجر أول قنابله الهيدروجينية هو الآخر، كما أنه في 1957، أطلق في الفضاء، أول قمر صناعي يدور في مدار حول العالم "سبوتنيك-1".

زاد هذا من قلق الأمريكيين، ولا سيما أن القمر سبوتنيك أُطلق محمولاً على متن صاروخ باليستي سوفيتي عابر للقارات، كما أن محاولة الولايات المتحدة إطلاق قمرها الصناعي انتهت بانفجار هائل، وفي غضون ذلك كان يُعرض على تلاميذ المدارس الأمريكيين فيلم يحتوي على إرشادات حول ما يجب أن يفعلوه في حال تعرض البلاد لهجوم نووي.

في وقت لاحق من العام نفسه، كتبت صحيفة أمريكية نقلاً عن مصدر استخباري رفيع المستوى أن "السوفييت يعتزمون تفجير قنبلة هيدروجينية على سطح القمر في ذكرى الثورة الموافقة للسابع من نوفمبر/ تشرين الثاني". ثم أتبعت ذلك بتقارير تحدثت عن أن السوفييت ربما يخططون بالفعل لإطلاق صاروخ مزود برأس نووي على أقرب جيران الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن تلك المخاوف من المرجّح أن تكون قد أعطت للسوفييت دافعاً لتطوير مشروع خاص بهم، وكان يسمى E4، وهو نسخة طبق الأصل من خطة الأمريكيين، ولكن تم التخلي عنه لنفس الأسباب، وهو الخوف من أن الفشل في عملية الإطلاق قد يؤدي إلى سقوط القنبلة على الأراضي السوفيتية.

وفي عام 2000، أكّد رايفل أن المشروع كان "قابلاً للتنفيذ من الناحية الفنية"، وأنه من الممكن رؤية الانفجار من على كوكب الأرض، ولم يكن تخريب بيئة القمر يمثّل مصدر قلق للقوات الجوية الأمريكية، رغم إبداء العلماء مخاوفهم في هذا الشأن. من جهة أخرى، لا يزال الغموض يغطي غالبية تفاصيل المشروع A119، ويبدو أنه تم تدمير الكثير منه.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©