منوعات

المليونير السويدي: أنا لست بخيلاً، بل مقتصداً

المليونير السويدي: أنا لست بخيلاً، بل مقتصداً image

Kotada Yonus

أخر تحديث

Aa

المليونير السويدي: أنا لست بخيلاً، بل مقتصداً

Günther Mårder

حياة المليونير  السويدي الذي يخلط الحليب بالمياه ليوفّر!

خاص لمنصة أكتر أخبار السويد

ما هي أول فكرة ستخطر في بالك لو أنك استيقظت فجأة لتجد نفسك صاحب ثروة ضخمة؟ يجيب البعض على هذا السؤال بأنه سينتهز الفرصة بشكلٍ بديهي ليسدّ بهذه الثروة احتياجاته التي افتقدها سابقاً، وقد تجد من يخبرك بأنه سيستثمر في هذه الثروة ليجني ثروة أكبر منها. لكن قلّة من الناس ستفاجئك بالإجابة المقتضبة: لو أصبحت صاحب ثروة، سأوفّر!

واحدٌ من هؤلاء الناس هو المليونير السويدي، Günther Mårder، الذي سبق له أن عاش حياة البذخ والاستهلاك الفاخر قبل أن يقرر دخول عالم التوفير لينتزع لقب «الرجل الأكثر بخلاً في السويد». فمن هو؟ وكيف يعيش؟ وما هي الدوافع والمبررات التي يسوقها ليقنع الغير بصحة قناعته؟

STOCKHOLM 2021-01-25 Günther Mårder är vd för Företagarna. Foto: Carl-Olof Zimmerman

النشأة وتناقضات المليونير

حسب المعلومات المتوفّرة عنه، ولد Mårder في Upplands Väsby إحدى بلديات مقاطعة ستوكهولم على ساحل بحر البلطيق في السويد، وهي المقاطعة التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي والثانوي، ثم تدرَب لفترة من الزمن كنجار، قبل أن يكمل في وقتٍ لاحق دراسته إدارة الأعمال في كلية ستوكهولم للاقتصاد، وليشغل لاحقاً منصب الرئيس التنفيذي لمنظمة Företagarna التي تعتبر أكبر منظمة لرجال الأعمال في السويد وتمثل حوالي 60.000 رجل أعمال.

وكما سبق وذكرنا، يعيش Mårder صاحب الـ39 عاماً تناقضاً صارخاً بين قدراته المادية التي تسمح له بالإنفاق على ما يريد وأكثر، وبين اهتمامه بالتوفير والادخار الذي فرض عليه نمطاً محدداً من المعيشة جعله عرضة للكثير من النقد والاستهجان من جانب الشريحة الاجتماعية الأوسع التي لا ترى مبرراً لسلوك المليونير.

«لستُ بخيلاً، بل مقتصداً»

لا يقبل Mårder بسهولة لقب «الأكثر بخلاً» ويرى أنه كرّس حياته فعلياً من أجل التقشف وضغط النفقات، ومن وجهة نظره، فإنه يستحق عوضاً عن ذلك، لقب «الأكثر اقتصاداً» في السويد. كما يعبّر على صفحته الشخصية على «فايسبوك» يفخر بحقيقة أنه مصدر إلهام للادخار، لكنه يتأسف للكثير من التعليقات التي تصله والتي يتفهّم أن مصدرها هو حالة الإثارة التي يفرضها الموضوع.

وفِّر... وفِّر... ثم وفِّر

قدّم Mårder الذي حلّ ضيفاً مؤخراً على الحلقة الثالثة من بودكاست «Topp 1 i Sverige» الذي يقدمه Mauri Hermundsson نصائح حول التوفير والادخار، وقد حرّضت هذه النصائح موجة الانتقادات التي تعرّض لها المليونير مؤخراً. على سبيل المثال، روى كيف فاصل على سعر غرفة الفندق في إجازته خارج البلاد، ونصح جمهوره بالانتظار حتى الساعة الحادية عشرة مساءً لتشغيل غسالة الصحون للاستفادة من أسعار الكهرباء المخفَّضة. كما تشمل قائمة نصائحه للتوفير خلط الحليب بالماء والاعتماد على بقايا طعام الزملاء لتأمين وجبة الغداء. وكل ذلك يبقى «مفهوماً» على مضض إذا ما قورن بغيرها من التفاصيل التي ذكرها Mårder في الحلقة، مثل اعترافه بإحدى العادات التي قامت بها عائلته، حيث يقف الأطفال الأربعة جميعهم في طابور للدخول إلى الحمّام، ولا يتم سكب المياه إلا بانتهاء آخر طفل، ما يؤدي إلى صرف دفقة مياه واحدة عوضاً عن أربع دفقات!

VOLVO ÅRSSTÄMMA / Günther Mårder. Foto: Niklas Maupoix

الاستهلاك V.s السعادة

سواء أيدته أم رفضته، يفتح سلوك Mårder الباب لواحد من الأسئلة المهمّة التي لا يزال علم الاجتماع يحاول الإجابة عنها، وتقدّم للإجابة عنه أبحاث عدّة كل عام، وهو «هل السعادة مشروطة بكمية الاستهلاك التي يقوم بها الفرد؟»، يعتقد Mårder بهذا الصدد أن ارتباط السعادة بالاستهلاك هو ارتباطٌ ضعيف، ويؤكد أنه جرب سحر الحياة الاستهلاكية التي يعيش فيها الكثير من الناس، بما في ذلك شراء السيارات باهظة الثمن، ووصل إلى قناعة بأن هذا النمط يجلب السعادة على المدى القصير فحسب.  ويرى المليونير السويدي أن السعادة مرتبطة بعوامل أخرى أكثر أهمية، مثل الأمان، ويطرح للبرهنة على ذلك مثال شخصين يعيش أولهما في السويد والثاني في سوريا، ويعتقد أن السعادة بالنسبة للثاني مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الأمان، أي أن سعادته مرتبطة على سبيل المثال بألا تسقط أية قنبلة على الحي الذي يقطنه لمدة يومين. 

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©